مأساة جديدة ضربت حي الجمرك وسط الإسكندرية؛ بسبب أزمة العقارات الآيلة للسقوط أو المنهارة، حيث قضى 23 فرداً ليلتهم في الشارع، يعانون برودة الطقس الشديدة، بعد قرار إخلاء العقارات –محل سكنهم– بعد صدور قرار من الدكتور محمد سلطان بإزالتها لخطورتها الشديدة على حياة المواطنين، وكان نصيب الفرد منهم "بطانيتين و100 جنيه فقط". كانت محافظة الإسكندرية، أخلت العقار رقم 5 -المكون من طابقين- بشارع رجب الطويل بمنطقة الجمرك، أمس الاثنين؛ تمهيدا لإزالته بالكامل؛ لخطورته على حياة السكان والمارة بعد انهيار أجزاء منه. يقول الحاج عبد التواب أحمد، أحد سكان العقار، إنه يقيم في العقار منذ 40 سنة، وكانت حالته جيدة، وخلال حقبة التسعينات تم تحرير محضر للمطالبة بترميم العقار إلا أن مالك العقار رفض. يضيف أنه مع مرور الوقت يتم هدم العقارات القديمة وبناء عقارات شاهقة الارتفاع التي تؤثر على العقارات القديمة حتى صدر قرارا بإزالته بسبب انهياره جزئيا، وقرر مسؤوليو الحي إزالته، مضيفا: "ما كنت أخشاه أن يكون الشارع مصيرنا وهو ما حدث". وتوضح توفيقة ناجي: "شعرنا بهزة غريبة وتساقط أجزاء من العقار وفي هذه المرة الأمر كان شديد الخطورة، ثم تساقطت أجزاء من العقار وتم إخلاءه ولم يتم توفير البديل لنا"، متسائلة "هل سيظل الشارع مصيرنا؟". ويطالب محمد راجي، أحد سكان العقار، بتوفير السكن البديل "مش عاوزين غير 4 حوائط تحمينا من برد الشارع وتسترنا وتستر أبنائنا"، وذلك رغم إبلاغهم بأن سيتم نقلهم إلى أماكن الإيواء العاجل، مؤكدا "لو نملك المال فلن نحتاج إلى تدخل الحكومة لإنقاذنا من التشرد". ووجه الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، بتشكيل لجنة لإغاثة الأسر السبع المتضررة برئاسة محمد كمال الدين الحجاجي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة، إذ تم صرف لكل فرد "2 بطانية، وجبة غذائية، مبلغ 100 جنيه"، لحين اتخاذ اللازم بالتنسيق مع الجهات المعنية.