«أغرته بجمالها وأموالها».. تفاصيل وقوع فنان لبناني في شباك الموساد

ألقت وحدة مكافحة الإرهاب والتجسّس المضاد في جهاز أمن الدولة اللبناني، أمس الجمعة، القبض على الممثل المسرحي زياد عيتاني بدعوى الاشتباه بالتخابر لصالح جهاز المخابرات الخارجي الإسرائيلي "الموساد".
ونشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، رواية أجهزة الأمن بخصوص مسار التحقيق مع عيتاني، حيث أشارت مصادر إلى أن قوة أمنية داهمت منزل عيتاني (42 سنة)، في العاصمة بيروت، صباح أمس، واقتادته هو وزوجته إلى مقر الوحدة للتحقيق معهما.
وقالت أجهزة الأمن: إن "فتاة ثلاثينية جذّابة أوقعت به، وصفها عيتاني خلال التحقيقات بأنّها بيضاء طويلة ذات شعر أسود وعينين خضراوين تُدعى كوليت فيانفي، تعرّفا عبر فيسبوك وتبادلا الرسائل منذ عام ٢٠١٤، ظنًا منه أنها سويدية.
ولفتت التحريات إلى أن العلاقة استمرت حتى عام 2015 عبر فيسبوك، قبل أن يزودها برقم هاتفه وبريده الإلكتروني، حيث اقتصرت أحاديثهما على علاقتهما والأوضاع العامة في لبنان والعالم.
وأضافت أنه في أوائل عام 2016، نجحت الفتاة السويدية التي اتضح أنها ضابط استخبارات إسرائيلي في تجنيد عيتاني للعمل لمصلحتها، حيث أكدت مصادر أمنية أن الفتاة أطلعته على هويتها الحقيقية، موضحة أن ما قبل التجنيد ليس كما بعده.
ونوهت التحقيقات إلى أن طريقة الاتصال اعتمدت على تطبيقات ماسنجر وواتساب وجيمايل، وكانت الرسائل بين (عيتاني والضابط الإسرائيلي) مُشفّرة، ومقسّمة إلى ثلاثة أقسام، يُرسَل كل منها عبر تطبيق مستقل، أو تُبعث الرسالة المشفرة عبر أحد التطبيقات، وفك التشفير على تطبيق آخر.
كما كان الحساب الشخصي للإسرائيلية يُلغى كل ثلاثة أسابيع ليفتح بعدها بوقت قليل حساب آخر جديد باسم مغاير يقوم مجددًا بالاتصال بحساب عيتاني.
كان "عيتاني والضابطة الإسرائيلية" متفقين على جملة تعريف خاصة بينهما هي: "HI IT'S ME"، على أن تُكتب العبارة بالأحرف الكبيرة.
وكشفت محاضر التحقيق أن عيتاني كان يتلقى اتصالات هاتفية متعددة من رموز اتصال تابعة لعدة بلدان، منها السويد وبلجيكا وفلسطين وتركيا وقطر.
ولم تقتصر العلاقة بين عيتاني والضابطة الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ولكنه التقى بها للمرة الأولى في شهر أغسطس الماضي في تركيا، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وأكدت مصادر أمنية أن "عيتاني" اعترف بالشبهة، وأنه كان يخضع للمراقبة لمدة طويلة، مضيفة أن "كوليت" طلبت من عيتاني تكوين علاقات متميّزة، وابلغته أن عليه الاهتمام بمظهره الخارجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضابطة الموساد كانت ترسل مبالغ مالية للفنان اللبناني لهذا الغرض، تتراوح بين ٥٠٠ دولار و١٠٠٠ دولار أمريكي عبر "ويسترن يونيون" تحت اسم مستعار هو "عارف مرعي".
حيث طلبت منه الاتصال بالشخصيات السياسية المؤثرة عبر مستشاريهم المقربين، على أن يكونوا متحررين وليبراليين وداعمين للسلام في الشرق الأوسط.
وأردفت التحريات أن الهدف من ذلك جمعهم في تيار سياسي وإعلامي فاعل يروج للسلام والحل على أساس إقامة دولة فلسطينية، ولاحقًا التطبيع مع إسرائيل.
وأرسلت ضابط الموساد لائحة بأسماء ٢٩ وزيرًا إلى عيتاني، وسألته عمن يعرف بينهم، حيث أكد أنه مقرب جدًا من محمد بركات مستشار وزير الداخلية نهاد المشنوق، وسألته عن عنوان سكن الوزير المشنوق، وطلبت منه التقرب منه وتمتين العلاقة مع "بركات".
كما كان يُطلعها في كل مرة يلتقي بها أحد السياسيين أو مستشاريهم أو أحد الصحافيين، على كل ما دار بينهما من حديث، حيث أرسل لها تقارير عن مضمون لقاءاته بكل من "طوني أبي نجم" و"أسعد بشارة" و"محمد بركات" و"نادر الحريري".
واعترف "عيتاني" أن كوليت اتصلت به عبر الواتساب الأحد الماضي، وأخبرته أنها ستزور لبنان ديسمبر المقبل، حيث ستمكث في فندق في برمانا، وقررا أن يجتمعا هناك.
وأضاف أن "كوليت" اتصلت به يوم الجمعة ١٧ من الشهر الجاري، وأخبرته أنّها ستزور لبنان للاجتماع به بشكل طارئ، وأنه خاف من الفكرة، وطلب تأجيل اللقاء، وأبلغ المحققين أنّهما متفقان لدى استعمال هذه العبارة على أن يتم وقف الاتصال لمدة ٣٠ يومًا.
وأشار إلى أنها خالفت البروتوكول حينما اتصلت به الأحد لتبلغه أنها ستقوم بحجز إقامة في فندق البستان لتنزل في الثاني من شهر ديسمبر بمعية شخص سيقوم بمساعدته وتدريبه وتطوير مهاراته الأمنية.
ونوه موقع "روسيا اليوم" إلى أن أصدقاء "عيتاني" لم يصدقوا ما نُسب إليه، خصوصًا وأنه اشتهر بمناصرته للقضية الفلسطينية وقربه من أحزاب وطنية عدة.
كانت قد أعلنت السلطات الأمنية اللبنانية، عن ضبط شبكة تجسس لصالح إسرائيل واعتقال 5 أشخاص بينهم 2 من نيبال، وأن البحث جار لضبط باقي المتورطين.