وقائع تحرش بالجملة تشهدها شبكات التواصل الاجتماعي على المواقع الإلكترونية، تختلف طرق وأشكال التحرش والمضايقات، بين واقعة والأخرى، لكن تبقى هذه المواقع في النهاية مدخلًا للمتحرشين. تعد شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي وموقع التدوين "إنستجرام" وتطبيق "واتس آب"، أكثر المواقع التي شهدت حالات تحرش، برسائل جنسية أو مقاطع فيديو جنسية أو سخيفة. أحمد عبد الحي، خبير البرمجيات، أكد أن كثيرين من رواد ومستخدمي هذه المواقع والتطبيقات، لا سيما من الفتيات والسيدات يتعرّضن لأشكال مختلفة من المضايقات، التي تصنف على أنها جريمة تحرش، حتى وإن كانت تقتصر على طريقة طلب التعرف، أو تفعيل علاقة صداقة بين طرفين، إذا كان أحد الطرفين رافضًا هذه العلاقة، وفي هذه الحالة يكون الإلحاح بالتعارف من شخص لا يعرفه الضحية هو نوع من التحرش، حتى وإن كان أقلهم ضررًا وإزعاجًا. وأشار عبد الحي، إلى أن الملاحقة والتعقّب لا تقتصر على أشخاص لا يعرفون ضحاياهم، لكن هناك حالات كثيرة كانت من جانب أشخاص لديهم خلافات شخصية أو فكرية أو مادية، وهنا قد يكون التحرش من قبل أشخاص معروفين للضحية، لافتًا إلى ضرورة استخدام إعدادات من شأنها تحقيق مستوى عال من الخصوصية على الشبكة العنكبوتية. وتابع خبير البرمجيات، تعزيز الحماية قد يساهم بشكل كبير في تقليل التعرّض لجرائم التحرّش الإلكتروني، فضلًا عن عدم قبول طلبات الإضافة من أي شخص غير معروف للمستخدم، وتوخي الحذر في نشر الصور الشخصية أو صور العائلة والأصدقاء أو أرقام الهواتف والمعلومات الشخصية والأخبار، وإن لزم الأمر فيمكن نشرها في نطاق الأصدقاء المقربين، ويمكن التحكم في هذه الاختيارات من خلال إعدادات الحماية أو برامج متخصصة. وأوضح عبد الحي، أن دعاوي الملاحقة الأمنية تستلزم دلائل لإثبات واقعة التحرش، منها نصوص المضايقات والتعليقات والرسائل، التي تتعرّض لها، وعدم الإعلان عبر الصفحة عن نية الضحية تقديم بلاغ أو شكوى إلى الأجهزة الأمنية، حتى لا يتمكن المتحرش من إخفاء أدلة الجريمة، بغلق الصفحة أو غيرها من أساليب الهروب. مروة عبد العظيم، خبيرة الصحة النفسية، أكدت أن هذا النوع من التحرش لا يقل ضررًا وتأثيرًا على الحالة النفسية للضحية، عن التحرش في الشارع عن طريق الكلمة أو اللمس، وربما يمتد الأمر إلى التحرش الجنسي الصريح عبر الرسائل المكتوبة أو المسجلة، وهناك ضحايا من النساء أكدن تعرضهن لملاحقات مستمرة، قد تصل إلى حد الاتصال بأزواجهن أو أولادهن، وربما تصل إلى حد التهديد بالقتل أو الخطف. وأشارت عبد العظيم، إلى أن التحرّش الجنسي على الإنترنت لا ينحصر بالنساء والفتيات، حيث يتعرض بعض من الرجال والشباب إلى أنواع من التحرش، وقد تصنف على أنها من أشكال التحرش الجنسي، وقد يختلف شكل هذا التحرش من الرجل إلى المرأة، إذ يكون الرجل أكثر عرضة للتهديد بالإيذاء أو القتل أو الابتزاز، لكن تبقى النساء أكثر عرضة للتحرش الجنسي، لافتة إلى أن هناك أشكالًا كثيرة للتحرش الإلكتروني، قد يكون أقلها ضررًا هي تلقي اتصالات ورسائل من أشخاص غير معروفين، بينما تبقى جرائم التعرض للشخص بكلمات نابية ومهينة أو تحوي إيحاءات جنسية، أو إرسال مقاطع أو رسائل جنسية على الأكثر ضررًا.