قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير لها نشر اليوم وحمل عنوان "أرض الحليب والمال.. قطر تلجأ للمزارع لكسر الحصار"، إن الدولة الخليجية تسعى لابتكار حلول غير تقليدية للتخفيف من معاناة المقاطعة التي فرضتها عليها كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر. الصحيفة البريطانية ذكرت أن "قطر تستثمر وتشتري آلاف الأبقار لحماية نفسها من الحصار المفروض عليها من جيرانها"، مضيفا أن "الأمن الغذائي أصبح هدفا رئيسيا بالنسبة للدولة المحاصرة برا وأرضا وجوا". "الجارديان" ترى أن قدرة قطر على الصمود في وجه هذا الحصار سيكون اختبارا لها لتثبت إن كانت هذه الدولة التي كان اقتصادها ينمو بشكل متسارع ستتمكن من الصمود بوجه ليس فقط الحصار المفروض عليها، بل بسبب سحب الاستثمارات السعودية والإماراتية. ونقلت الصحيفة عن جون دور، المدير التنفيذي لإحدى المزارع في قطر، أن "الحصار كان له تأثير إيجابي على قطر"، مضيفا أنه كان بمثابة إنذار لها، إذ فتحت أعين مواطنيها على جميع الفرص الموجودة في الحياة، وليس فقط على صعيد المزارع. دور ذكر أن قطر كانت تستورد 80% من المواد الغذائية من الدول المجاورة لها، موضحا "أنه في بعض الأحيان تحتاج بعض الدول لتشعر بخطر شن حرب عليها أو عندما تشن عليها الحرب فعليا لتبدأ بالبحث عن الأمن الغذائي لبلادها". وأشار إلى أنه في "حال تم رفع الحظر المفروض على قطر من الدول المجاورة فإن المواطن القطري سيظل يشتري المنتجات المصنعة في بلده اعتزازا وافتخارا"، مضيفا أنه يأمل أن تصبح قطر أكثر إنتاجية من السعودية. وأكد دور أنه مزرعته تعمل جيدا، كما أنها ستنتج السماد لتحول قطر إلى دولة مليئة بالأشجار والمساحات الخضراء، مشيرا إلى أنه يستورد الأبقار من الولاياتالمتحدة بأسرع ما يمكن، كما أنه يستحوذ على من 30٪ إلى 40٪ من سوق الحليب في قطر. واختتمت "الجارديان" بالقول إن "الخطوة الثانية لقطر ستكون بجعلها مكانا لإبرام صفقات عمل مع دول تتعامل تجاريا مع الكويت وإيران والعراق وباكستان وعمان".