خلال شهر واحد، عثرت قوات الشرطة على قطعتي سلاح مضاد للطائرات بقرية أبو حزام التابعة لمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، وكان آخرها أمس الإثنين وسط تساؤلات بشأن طريقة دخولها وسبب شراءها. كيف دخلت الأسلحة الثقيلة الصعيد؟ "ع. أ."، أحد أهالي القرية، يشير إلى أن محافظات الصعيد بدأت في شراء تلك الأسلحة في أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، وذلك بتهريبها من دولتي السودان وليبيا "بتتهرب عن طريق المدقات الجبلية في دراو وإدفو، والطرق الجبلية بالسلوم ومرسى مطروح". ويؤكد أحد قاطني قرية "الدم والنار"، أن محافظ قنا تحوي كميات كبيرة من أسلحة "آر بي جي" والأسلحة المضادة للطائرات، وخاصة قريتي أبو حزام وحمرة دوم "عندنا كل أنواع الأسلحة". ويرجع "م. ح."، أحد أهالى قرية حمرة دوم، سبب شراء تلك الأسلحة لاستخدامها في الخصومات الثأرية، إضافة إلى كونها نوع من التباهي بين العائلات. ويشدد على أن مالكي الأسلحة الثقيلة على دراية تامة بطريقة استخدامها، قائلا: "عندنا العيل الصغير بيعرف يستخدم الجرينوف والآربي جي ومضاد الطيران". سيناء ولفت أحد أهالي القرية، إلى أن هناك العديد من الأسلحة الثقيلة تم بيعها للقبائل البدوية في سيناء، منذ سنوات قليلة، وذلك قبل القبض على نشأت أبو عيضة الذي لُقب ب"خط الصعيد"، نافيا بيعها للعناصر الإرهابية. وتابع: "الأسلحة تم بيعها لأبناء سيناء والبدو"، موضحا أن هناك "سلاحين مضادين للطيران تم بيعهم في سيناء منذ 3 سنوات"، حسب قوله. وعن أسعار الأسلحة المضادة للطائرات، يؤكد أحد أهالي القرية - رفض ذكر اسمه- أنها تتراوح بين 80 - 120 ألف جنيه. مدير الأمن: الأسلحة منذ 200 عام من جانبه، يشير اللواء علاء العياط، مساعد وزير الداخلية لأمن قنا، إلى وجود الأسلحة الثقيلة مثل مضادات الطائرات، في محافظات الصعيد منذ قرابة 200 عام، وأنها ليست وليدة اليوم، مشددا على جهود وزارة الداخلية لضبط تلك الأسلحة. ويؤكد "العياط"، في تصريحات ل"التحرير"، على ضبط العديد من الأسلحة خلال عمليات مداهمة البؤر الإجرامية بمختلف مناطق المحافظة "المضبوطات من عقب سيجارة وحتى مدافع مضاد للطيران".