تعتبر تربية الحمام هواية مثيرة تأسر شغف الكثيرين، لكنها في مركز الوقف بقنا راسخة بين العادات والتقاليد. ويعد مركز الوقف الأشهر بين مدن ومراكز محافظة قنا في تربية الحمام الجبلي، حيث يستوطن الحمام عددا كبيرا منه أبراج بنيت منذ قرابة 100 عام، وتتوزع بين قرى ونجوع المركز، بحسب محمود أبو الحسن، صاحب برج حمام. وأوضح أبو الحسن في حديثه ل"التحرير" أن أبراج الحمام من الداخل تحتوى على مئات الشقف والأوانى الفخارية، وهي أماكن لوضع الحمام بيضه وتربية الفرخ الصغير داخله.
وتنطلق رحلة الحمام الجبلى مع خروج الشمس، إذ تبدأ أسراب الحمام فى التطاير والانطلاق من الأبراج في رحلة يومية للبحث عن الغذاء الأوفر والماء، قاطعا مسافات كبيرة للوصول إلى المزارع، ويستمر فى الطيران لعدة ساعات، ومن ثم يعود إلى موطنه عقب غروب الشمس. وقال عادل عبد الرحمن، صاحب برج حمام، إن الحمام الجبلي خلال تلك الساعات يواجه دائمًا خطر السقوط في فخاخ الصيادين والمزارعين، مشيرا إلى أن البعض يقوم ببناء أبراج الحمام أعلى أسطح منازلهم، ويوفرون له متطلباته من المأكل والمشرب لاصطياده خلال رحلته النهارية. وأردف عبد الرحمن بأن تربية الحمام وبناء الأبراج في القرى والنجوع بمركز الوقف، تعتبر عادات وتقاليد توارثت منذ زمن بعيد، لافتا إلى أن هناك من يقوم ببيعه للتجار، وآخرون يهتمون برعاية الحمام كنوع من الهواية. وأفاد أحمد خيري، أحد أهالى مركز الوقف، أنهم يستخدمون الحمام الذي يقومون بتربيته في العديد من الأشياء أهمها «فك السحر والأعمال». وأضاف خيري أن هناك عادات ومعتقدات في محافظات الصعيد منذ قديم الأزل مضمونها أن الحمام الجبلي يساعد في فك الأعمال والسحر، والمساعدة في العلاج من المس بالجن والعفاريت، مستكملا: «المشايخ بينصحوا بتناول الحمام الجبلى، لأن به الشفاء، كما أن بعض السيدات تستخدمه فى علاج المغص، وفى بعض الأوقات يذبح على رأس الطفل الذى تأخر فى النطق، وهى عادات ورثناها».