أكثر من 150 مليونا حول العالم يستخدمون شبكات الإنترنت للبحث عن وجهتهم السياحية، ونحو ثلثي تلك النسبة يقومون بالحجز فعليا عبر الشبكة.. جراء ذلك اتخذت بعض الدول وأبرزها تركيا قرارا بحجب مواقع الحجز الإلكتروني لفترة طويلة، ما أجبر شركات المواقع على دفع ضرائب باهظة للعمل بالسوق التركي.. في الوقت الذي فضلت فيه بعض شركات السياحة الخنوع والعمل بمجال الحجز الإلكتروني أملا في إنقاذ نفسها ولو على حساب الآخرين.. وأول الغيث كان «تراف كي». «umrahholidays.com» مستغلا عامل الخبرة.. وحصاد سنوات طويلة من العمل العام، ابتكر ناصر تركي رئيس لجنة السياحة الدينية السابق بغرفة شركات السياحة، حيلة ذكية ينقذ بها الشركات المصرية المهددة بالخسارة وربما الغلق في القريب العاجل، فأعلن عن إطلاق موقع باسم «عمرة هوليدايز»، من إنتاج شركة "ويب لينك"، والذي يحتوي على قاعدة بيانات تضم ٢٥٠ ألف فندق حول العالم، ويعني الموقع في المرتبة الأولى ببرامج الحج والعمرة، ولكنه في الوقت نفسه يضم الفنادق وحجوزات الطيران ووسائل النقل الداخلي، غير أن تركي رفض أن يكون الموقع صخرة جديدة على ظهر شركات السياحة التي تصارع الغرق، فقرر إطلاق الموقع بنظام «B2B»، أي تستخدمه شركات السياحة فقط وليس الجمهور. يقول تركي عن فكرة أول بوكينج مصري بشروطه الخاصة: «هدفنا خلق سبل للتعاون والتواصل بين شركاء المهنة وشركات السياحة في مصر والعالم، حيث لا يستخدم الموقع سوى شركات سياحة أو فنادق تتعاقد مع الشركة وتحصل على رمز سرى للدخول، ومن ثم يمكنها الاستفادة من قاعدة البيانات والتواصل مع الآخر لشراء البرامج أو الخدمات المطلوبة، وتبادل الإمكانيات المتاحة ما يصل بالمكون لبرنامج سياحي متكامل يمكن لشركة السياحة أيضا بيعه للمواطنين، وقررنا إنشاء الموقع ليكون مجالا للتعاون لا للمنافسة والتناحر، بل هو منصة جديدة تنقذ مستقبل شركات السياحة أمام تغول مواقع البوكينج حول العالم». ويضيف تركي في تصريحات خاصة: «مارست العمل العام لنحو ١٥ سنة، وتعودت على تحمل المسئولية وخدمة القطاع السياحي، لذا فلم يكن مطروحا أبدا أن ننشئ موقع بوكينج مباشر للجمهور، يسهم بشكل أو بآخر في غلق الشركات وتسريح العاملين بها، علاوة على أن مواقع البوكينج لا تدفع ضرائب ولا مرتبات وتأمينات ولا تتحمل الأعباء التي تتحملها شركات السياحة المصرية المرخصة، كما أن خطة المملكة لجذب 20 مليون معتمر تستحق الاهتمام وخلق موقع جديدة يخدم هؤلاء المعتمرين والشركات على حد سواء». «travkey.com» على النقيض تماما.. تطلق شركة نيل مصر للسياحة، موقع حجوزات سياحية "مكتمل الأركان"، حيث يقدم عروضه المخفضة والميسرة وبأسعار تنافسية لمستخدميه داخل مصر وخارجها، كما يقدم برامج سياحية داخلية متكاملة. وتحت اسم «تراف كي»، أطلقت الشركة الموقع بدعم من "الخطوط التركية، والسعودية، وطيران ناس، والخليج، وجو باص"، وذلك في مؤتمر صحفي، أكدت خلاله الشركة أن ثلثي سكان أوروبا -بحسب رئيس مجلس إدارتها-، قد اشتروا رحلاتهم كاملة عبر الإنترنت، وهي معلومة تحتاج لتدقيق، حيث أن أغلب الحركة الأوروبية لمصر تأتي عن طريق شركات سياحة مثل: "تيوي، توماس كوك، دير دورستيك، تيز تور" وغيرها من الشركات التي عجزت نظيرتها المصرية عن منافستها، فعملت لديها !!. الموقع الجديد يعمل بنظام «B2B» و«B2C»، أي يقدم خدماته للجمهور وللشركات، وهنا أوضحت الشركة المطلقة للموقع نيل مصر، أنه سيتم منح خصم خاص لشركات السياحة، حتى تستفيد من البرامج، ولكن الشركة المتعاملة سوف تبيع للسائح البرنامج بنفس السعر الموجود على الموقع، ما يؤكد فكرة تغول مواقع البوكينج المهددة لمستقبل نحو 2600 شركة سياحة يعمل بها الملايين في مصر.