عادت الصحافة الأمريكية مرة أخرى للحديث عن الهدايا الباهظة التي تلقاها الرئيس دونالد ترامب من المملكة العربية السعودية، خلال زيارته مايو الماضي، وذلك بعد الكشف عن سجلات من وزارة الخارجية خاصة بهذه الهدايا. صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت: إن "ترامب عندما كان مرشحًا، اتخذ نهجًا متشددًا ضد السعودية، وانتقد سجلها في مجال حقوق الإنسان، كما وجَه انتقادات حادة لمنافسته هيلاري كلينتون، بسبب التبرعات التي تلقتها مؤسستها من السعودية". لكن كرئيس، كان ترامب أكثر سخاءًا مع المملكة العربية السعودية، إذ أوضحت سجلات وزارة الخارجية، التي نشرت حديثًا، أنه كان لطيفا جدًا معها مثلما كانت هي، بحسب الصحيفة. أما صحيفة "ديلي بيست" فقد نشرت هذا الأسبوع سجلات توضح قائمة بأكثر من 80 هدية منحتها السعودية لترامب في زيارته لها مايو الماضي. وتضمنت الهدايا (سيفا ذهبيا، ونسخة من الدستور الكويتي، وثوب من الحرير الأبيض بلا أكمام، وأثواب من فراء النمور البيضاء)، كما تلقى أيضًا ميدالية ذهبية و4 صناديق من العملات الذهبية وصورة لنفسه و3 أثواب من الشيفون باللون الأصفر، والوردي والفيروزي، وفقًا ل"ديلي بيست". "نيويورك تايمز" أفادت أنه من غير الواضح ما إذا كان ترامب قد أعطى أشياءً فاخرة مماثلة لمضيفيه السعوديين الذين نشروا صورة على لوحات الإعلانات في العاصمة، ورتبَوا قمة للقادة المسلمين حفل موسيقي للمغني الأمريكي توبي كيث. وتابعت "لكنه أعطى السعودية الشيئ الذي تريده، وهو الحديث الحاد عن إيران منافستها الإقليمية، وصفقة بقيمة 110 مليار دولار من الأسلحة، تشمل 500 مليون دولار من الذخائر دقيقة التوجيه". وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من هدايا المملكة العربية السعودية جذبت اهتمام الجمهور الأمريكي بسبب ثرائها وطبيعتها الغريبة، مضيفة "صفقات الأسلحة واجتماعات القمة هي أدوات مألوفة من سياسة الدولة، ولكن الثوب البرتقالي والذهبي المبطن بفراء الفهد هو الأهم.!!". جيمس سميث، عميد جامعة "نيو هامبشير" الجنوبية الذي عمل سفيرًا للولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية في الفترة من 2009 إلى 2013، قال: إنه "ليس هناك شيء غير عادي في تقديم الهدايا الدبلوماسية، ونادرًا ما قدمت وزارة الخارجية الهدايا، لكن بعض حكومات الشرق الأوسط يمكن أن تكون سخية جدًا". وأضاف "الديوان الملكي دائمًا ما يقدم الهدايا، فحقيقة أن هناك قائمة طويلة من الهدايايالتى قد تلقاها الرئيس لا تفاجئني على الاطلاق. وأوضح أن المسؤولين الأمريكيين يمكن أن يحتفظوا بهدايا من مسؤولين أجانب تقدر قيمتها بأقل من 390 دولارًا، ولكن كل ما هو أغلى من ذلك يتم تحويله إلى الحكومة. ولفت إلى أن الهدايا المُقدمة للرئيس أو نائبه أو زوجاتهم يتم تقديمها للبيت الأبيض، والهدايا المُقدمة للمسؤولين من المستوى الأدنى، مثل السفراء، يتم تسليمها لوزارة الخارجية. وذكرت "نيويورك تايمز" أن البيت الأبيض لم يرد أو ينشر أي توضيح بشأن هذه الهدايا. "سميث" نوه إلى أنه إذا كان أي مسؤول يرغب في الاحتفاظ بالهدية، فإن وزارة الخارجية تقيمها وتعرض بيعها على المسؤول. وأشارت "الصحيفة" إلى أن ترامب ليس أول رئيس يحصل على هدايا باهظة من زعيم أجنبي، إذ تظهر سجلات وزارة الخارجية الأمريكية أنه في عام 2015 قدمت الحكومة السعودية أكثر من عشرين هدية إلى مسؤولين أمريكيين من بينهم الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل. وكانت أغلى الهدايا السعودية التي حصل عليها أوباما هي حزمة تضم 10 مضارب للجولف، وحقيبة للجولف من الجلد، وتمثال من الفضة الاسترلينية مطلية بالذهب لزوجين من الأحصنة مغطى بالماس والياقوت الأصفر والأزرق ومجموعة من الأحجار الكريمة، وفقًا ل"نيويورك تايمز". وأبلغت وزارة الخارجية أن حزمة الهدايا، التي أظهرتها السجلات، قد تم إرسالها إلى إدارة المحفوظات الوطنية بمبلغ 522 ألف و976 دولار.