تعليم حضارى، هى مادة سقطت من مناهج أبنائنا فى المدارس، فى حين تدرس فى معظم أنحاء العالم، أحاول هنا أن ألقى الضوء على بعض ما جاء فيها. ما الذى نقصده عندما نقول كرامة إنسانية؟ وكيف تتحقق هذه الكرامة الإنسانية؟ إن كل إنسان مخلوق على هذه الأرض من حقه أن يحظى بالاحترام فى مجتمعه، أن يحصل على احتياجاته الأساسية أيا كان مركزه الاجتماعى، هذه الاحتياجات منها الأكل والشرب والمسكن والعلاج والتعليم، بدون هذه الاحتياجات الأساسية تصعب الحياة، ويعانى المواطنون من الفقر والجوع والمرض والاكتئاب. جميع الناس حول العالم يجب أن يتمتعوا بنفس القدر من الكرامة الإنسانية أو على الأقل الحد المعتدل منها. تعرض المادة صورا سلبية لأشخاص لا يتمتعون بالكرامة الإنسانية، عندما يعيشون فى فقر مدقع فى عشوائيات، عندما لا يكون للبعض مأوى، عندما لا يجدون العلاج، عندما لا يستطيعون حتى التعبير عن أنفسهم. كيف يمكن تقديم المساعدة فى إماطة الظلم عن هؤلاء. يعرض لتجربة اثنين من الشباب انضما للمساعدة فى عمل خيرى تطوعى فى إحدى الدول الإفريقية، فيقصان ما فعلاه مع مواطن مريض يعيش فى مكان غير آدمى، من المفترض أنه إحدى دور المسنين، يهلوث وينادى ولا أحد يلتفت إليه، فتقدم الشابان لمساعدته، فوجدا أنه بحاجة ماسة إلى الاستحمام، فقاما بتحميمه، وتنظيف غرفته وفرشه، فذلك الرجل لم يفقد فقط عائلته وأصدقاءه الذين تخلوا عنه وإنما فقد أيضا كرامته الإنسانية. هذا التعليم ليس فقط يثير الاهتمام بالآخر ومشاعره وإنما يهدف أيضا إلى بث الفكر الإيجابى لدى الطلاب وتعليمهم، كيف يمكنهم المشاركة فى حل مثل هذه المشكلات بدعوتهم لعمل بوسترات لإثارة الوعى بهذه المشكلة، وأيضا يوضحون لهم أن هناك منظمات غير حكومية تعنى بهؤلاء المستضعفين، ويحببون لهم العمل التطوعى من خلال هذه المنظمات أو بأنفسهم، بل إن هناك تقييما للطلاب عن مساهمتهم فى أنشطة اجتماعية تطوعية تخدم مجتمعهم.