ينتشر بائعوها في مختلف شوارع محافظة الفيوم، واضعين المئات منها في شكل هرمي على عربات خشبية، ممسكين بأيديهم سكين لتقشيرها مُرددين عبارة "أبو حلاوة يا تين"، فيما يُقبل عليهم المارة لشراء تلك الفاكهة اللذيذة لتخفف عنهم حرارة الجو، ولمذاقها الحلو، وثمنها الرخيص مقارنة بباق الفاكهة التي ارتفع سعرها بشكلٍ كبيرٍ خلال الفترة الماضية. وفي المزراع الجبلية بعزبة قلمشاه بمحافظة الفيوم، تنتشر شجيرات التين، ومع فجر كل يوم، ينتشر عشرات العمال، ليقطفون التين الشوكي من على الأشجار قبل أن تشتد درجة الحرارة، ثم يرصونه في أقفاص خشبية، تمهيدا لتحميله في سيارات تأخذه إلى التجار قبل طرحه في الأسواق. يقول ناصر عبد الفتاح، صاحب مزرعة تين شوكي، إنه أحضر شجرة التين وزرعها، لكن إنتاجها كان ضعيفا أول عام، ثم ازداد في العام الثاني، ومع بداية العام الثالث بدأت في طرح عدد كبير جدا من ثمار التين الشوكي، حتى أصبحت كل شجرة تطرح قفصين أو 3 أقفاص. وشدد عبد الفتاح على ضرورة أن تكون المياه عذبة وخالية من أي أملاح، متابعا أنها تروى مع إعطائها الأسمدة اللازمة 3 مرات خلال العام، في أشهر فبراير، أبريل، ويونيو، أي 4 مرات على مدار العام. وأشار إلى أنه يبدأ في جمع ثمار التين في يوم 15 يونيو، وتسمى مرحلة بشاير التين، ويطرح الفدان خلالها من 50 إلى 70 قفص يوميا، ثم يزداد الإنتاج يوميا بشكل تدريجي حتى تصل إلى ذروتها ويطرح الفدان من 1000 إلى 2000 قفص يوميا. وأوضح أنه يستعد لموسم التين قبل القطف ب20 يوما حيث يتم تجهيز العمال اللازمين للقطف، والسيارات التي تنقله، والأقفاص اللازمة لرصه، مبينا أنه يتفق مع 4 عمال لجمع التين من الأشجار مقابل 80 جنيها لكل عامل يوميا، أما سائق السيارة فيتقاضى 450 جنيها في كل مرة لكي ينقل التين من مكان إلى آخر. ونوه إلى أن الحصاد يبدأ مباشرة بعد الفجر، أو ليلا مع ارتداء العامل كشاف في رأسه، لأنه في هذا الوقت تكون أشواك التين هادئة ولا تؤذي العمال، لأنه في الظهيرة يكون الشوك حاد ومتطاير ويصيب العمال في أيديهم. وعن سعر القفص، أكد أنه يبيع القفص الواحد ب 80 إلى 100 جنيه في غير الموسم، أما في منتصف العام أو موسم التين وهم شهري يونيو ويوليو فيقل السعر كثيرا حيث يتراوح سعر القفص من 25 إلى 27 جنيها.