جريمة بشعة جرت أحداثها على ساحل المدينة الهادئة "الغردقة"، عاصمة البحر الأحمر، بعدما أقدم عاطل على طعن عدد من السائحات بشاطئ قرية ذهبية وفندق بيلاسيو، مما أسفر عن مقتل اثنتين، وإصابة 4، وهو الحادث الذي لقى اهتماما بالغا ومتابعة مكثفة من جانب الصحف الأجنبية، ووكالات الأنباء، على الرغم من كونه حادثا فرديا يقع مثيله في أوقات متقاربة بعواصم أوروبا المختلفة. «الجارديان» تحت عنوان: «طعن اثنتين من السياح حتى الموت في هجوم على الشاطئ بمنتجع مصري»، قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إنه تم طعن اثنتين من النساء الألمانيات حتى الموت، وأصيبت أربع سائحات أجانب أخريات، فى هجوم على الشاطئ بفندق على البحر فى منتجع الغردقة المصرى، وجاء الهجوم بعد ساعات من مقتل خمسة من رجال الشرطة فى إطلاق نار بالقرب من أهرامات مصر الشهيرة خارج القاهرة. وتابعت: «قال مسؤولون إن المهاجم قتل اثنتين من النساء الألمان، وجرح اثنتين في فندق الذهبية، ثم توجه المهاجم إلى شاطئ مجاور، حيث هاجم سيدتين أخريين على الأقل في منتجع صني دايس البيلاسيو قبل القبض عليه.. كان معه سكين وطعن كلا منهما ثلاث مرات في صدريهما، وقال مدير الأمن في الفندق، سعود عبد العزيز، ل"رويترز" إن سيدتين توفيتا على الشاطئ قبل أن يقفز المهاجم للفندق المجاور، مضيفًا أن اثنتين من الجرحى كانتا من التشيك واثنتين من الأرمن، بخلاف الألمانيتين». وزارة الداخلية المصرية، لم تدع الوقت يمر دون أن تعلن عقب الحادث بدقائق عن ضبط المتهم، وتفاصيل الجريمة، في لفتة أثارت إعجاب الصحف الدولية، حيث قالت "الجارديان": «الداخلية المصرية سرعان ما أعلنت أن دافع المهاجم ما زال قيد التحقيق، موضحة أنه شاب يبلغ من العمر 28 عامًا، وكان يرتدي قميصًا أسود وبنطلون جينز، واستخدم سكين مطبخ، وسعى عمدا لمهاجمة الأجانب، وقال مسؤول أمني إن المهاجم قال باللغة العربية خلال الهجوم: ابتعدوا.. لا أريد المصريين». وتمثل هجمات يوم الجمعة ضربة جديدة للسياحة والاقتصاد المضطرب فى البلاد -بحسب الجارديان-، ففي السنة التي سبقت ثورة 2011، زار ما يقرب من 15 مليون سائح مصر، وفي العام الماضي تراجعت الأعداد إلى 5.3 مليون سائح. «فرانس 24» وتحت عنوان: «هجمات مصر.. سائحتان ألمانيتان و5 رجال شرطة قتلوا»، أفردت "فرانس 24" الفرنسية، خبر تعرض اثنتين من السائحات الألمان للقتل، بينما أصيبت أربعة أخر بجروح، وقالت وزارة الداخلية إنه تم القبض على المهاجم فى منتجع البحر الأحمر على الفور، وأن المهاجم تسلل إلى الفندق بالسباحة من شاطئ قريب فيما لا يبدو أنه خرق أمني كبير مقارنة بحوادث مشابهة في دول أخرى، وعانت صناعة السياحة في مصر منذ ثورات الربيع العربي، ويعمل بها 4 ملايين مواطن بشكل مباشر وغير مباشر، كما تسهم بنسبة 11% في الناتج القومي الإجمالي». طعن المهاجم السائحات في الوجه والرقبة والقدمين، ولقي اثنتان من ألمانيا مصرعيهما وأصيبت 4 سائحات من أوكرانيا وجمهورية التشيك، وفقا لما ذكره المسؤول لوكالة أنباء أسوشيتيد برس. «ميرور» صحيفة «ميرور» اهتمت أيضا بالحدث، ولكنها اعتبرته حادثا إرهابيا، متهمة تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" بالتخطيط له وارتكابه، مشيرة إلى الحادث يأتي متزامنًا مع إعلان مصر نفسها كوجهة سياحية أولى للعالم في صيف 2017، وأعلن العملاق البريطاني "توماس كوك"، عن تلقيه طلبات كثيرة من سائحي أوروبا لزيارة مصر، وأن الشركة قررت زيادة رحلاتها الجوية وبرامجها السياحية بالتعاون مع شركائها في مصر، وذلك إلى منتجعات عديدة بالغردقة وشرم الشيخ. وقال كارول ماكنزي رئيس مجموعة رعاية العملاء بمنظم الرحلات "توماس كوك": «يمكنك أن تعرف لماذا تزور الغردقة.. فالسكان المحليون يمتازون بالترحاب والود، ومصر تقدم خيارات عديدة لسائحيها للتمتع بالشمس والآثار والشواطئ مع الطقس العظيم على مدار السنة، بالإضافة إلى أميال من الشواطئ الرملية والرياضات المائية مثل الإبحار والغوص.. ساحل البحر الأحمر يقدم عطلة الشاطئ الكلاسيكية بأسعار رائعة». وأكدت "ميرور" الفرنسية، أن "توماس كوك" مستمرة في تقديم عروض وبرامج شاملة إلى الغردقة هذا الصيف، حيث قال المتحدث باسم الشركة ميرورونلين: "توماس كوك على علم بهجوم السكين الذي وقع على الشاطئ في الغردقة بمصر، ونحن نعمل مع فريقنا على الأرض لجمع مزيد من المعلومات.. ولا توجد في هذه المرحلة أية إشارة إلى تعرض أي سائح بريطاني للأذى، أو تورط أي مواطن بريطاني في الحادث، كما أننا لا نبيع رحلاتنا إلى فندق سوني دايس بيلاسيو الذي وقع به الحادث، ويقع أقرب فندق نحجز به لسائحينا على بعد حوالي كيلو متر من هذا الموقع.. توماس كوك مستمرة في رحلاتها وسوف تزداد في الشتاء المقبل". «نيويورك تايمز» حاولت الصحيفة الأمريكية ممارسة دورها المعهود بتضخيم الأمور، وادعاء أن العمل إرهابي، موضحة في تقريرها أن الهجوم الذي وقع في الغردقة على بعد 250 ميلًا إلى الجنوب من القاهرة، هو أول هجوم كبير على الأجانب في مصر منذ أكثر من عام، ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه صناعة السياحة المضطربة في البلاد -وهي مصدر حيوي للعملة الأجنبية-، تشهد انتعاشًا متواضعًا، ووصل المهاجم إلى المنتجع بالسباحة من شاطئ عام قريب، وفقا لما ذكرته وزارة الداخلية فى بيان، وبعد طعن أربع نساء في منتجع واحد، من بينهن اثنتان من الألمان في الستينيات من عمرهما -توفيتا فيما بعد-، هرب المهاجم إلى شاطئ مجاور، حيث هاجم امرأتين أخريين. يأتي ذلك بينما اختفت تمامًا وزارة السياحة المصرية عن المشهد، والتزم الوزير وشركتا العلاقات العامة المتعاقد معهما: "bod، jwt"، الصمت، رافضين التعليق أو التحدث لوسائل الإعلام العالمية والمحلية.