عانى الفقر والجوع، كان يسكن وزوجته وأربعة أبناء في غرفة واحدة، داخل منزل أبيه المتهالك، الخالي من الأثاث، الذي تقاوم حوائطه الانهيار، حتى المياه محرومون منها، فقرر السفر بطريقة غير شرعية إلى ليبيا، أملا في توفير حياة كريمة لأسرته وبناء منزل يحميهم، إلا أنه مات في الصحراء، ولم يتمكن أهله من الحصول على جثمانه، لتبدأ رحلة جديدة من المعاناة بحثا عن الجثمان. حجاج حسين جلال الطباخ، يبلغ من العمر 38 عاما، من قرية منية الحيط بمحافظة الفيوم، تزوج وعاش في منزل العائلة بغرفة واحدة، وأصبح يتحمل مسؤولية زوجته وأربعة أبناء "ولد و3 بنات" وأم وأب مسنين. قالت "أم حجاج" إن زوجة حجاج مريضة بالقلب، وكانت تحتاج لإجراء عملية قلب مفتوح، فَطرق نجلها كل الأبواب واستدان من القريب والغريب لإجراء عملية زوجته، وبعد خروجها من المستشفى ب4 أيام فقرر السفر بطريقة غير شرعية إلى ليبيا، لتسديد ديونه وتوفير حياة كريمة لهم، ولأبنائه: محمد وأسماء وهناء ونور. وأضافت: "محمد ابنه كل شوية يسألني: بابا جاي إمتى يا ستي؟ وأنا مش عارفة أرد عليه أقوله إيه، وأسماء بتروح تحفظ قرآن في المسجد، والعيال بتقولها أبوكي مات، وبتيجي تقولي: هو فعلا أبويا مات، وأنا مبعرفش أرد". وذكرت أن آخر اتصال من حجاج كان لزوجته، يوم الجمعة الماضية، ليطمئن عليهم، وطلب منهم ألا يقلقوا عليه فهو بخير، وأن يدعوا له أن يحميه الله كي يصل إلى ليبيا، ثم بعد ذلك اختفى تماما وهاتفه مغلق دائما. وتابعت: "الجيران قالولي إنه اتقبض عليه قولت مش مهم هيرحلوه وييجي وأنا مش هخليه يسافر تاني، بعد كدة وروني صور جثث مدفونة في الرملة، وشوفت ابني فيهم بالجلابية اللي مشي بيها من هنا، بس أنا مش عايزة أصدق إنه مات إلا لما أشوف جثته قدامي". وطالبت "أم حجاج"، المسؤولين بإراحة قلبها وإعادة ابنها إليها، وإذا كان قد توفي يعيدون إليها جثته لتدفنها بقربها، وإذا كان حيا فليعيدوه إليها وهي لن تتركه يسافر مرة أخرى، حتى ولو عاشوا حياتهم دون طعام أو شراب. وأشارت إلى أن زوجها وأشقائها استأجروا سيارة وذهبوا بها إلى السلوم، وجلسوا هناك 3 أيام، لكنهم عادوا بأيديهم خاوية، داعية الله أن يكتب لها أن تحصل على جثمان ابنها وتدفنه بقربها، كي تتمكن من زيارته والدعاء له.