تسعى إسرائيل لإقناع المملكة العربية السعودية بالسماح لها بإرسال رحلات حج جوية خاصة إلى مكة لنقل المسلمين، بحسب شبكة أخبار بلومبرج البريطانية. وأشارت الشبكة إلى أن هذه الخطوة تأتي بناء على توصيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقوية علاقات التعاون بين البلدين، لافتة إلى أن ترامب غير من حظراً طويل الأمد، بالسفر مباشرةً بين إسرائيل والسعودية اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية أو خطوط طيران، لكن حدث تقارب بينهما خلال السنوات الأخيرة بسبب إيران. ونقلت الشبكة عن وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا قوله "لقد تغير الواقع. إنه وقت مناسب لتقديم الطلب. أعمل جاهداً على هذا الأمر". وأشار قرا إلى أن السماح بتسيير رحلات الحج لنقل المسلمين داخل إسرائيل إلى مكة، هو واحد من بين حوافز عديدة مقترحة لحث إسرائيل على تقديم بعض التنازلات للفلسطينيين خلال المفاوضات. وتشمل الحوافز الأخرى رفع بعض القيود التجارية، وتطوير التعاون مع دول الخليج في مجال خدمات الاتصالات، والسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضي دول الخليج؛ ما سيوفر الوقت والمال فيما يتعلق برحلاتها المتجهة لآسيا. بلومبرج أوضحت أن السعودية والتي تعتبر أكبر مصدِّري النفط في العالم تلمح بإمكانية التعاون في مجال الملاحة الجوية وإقامة علاقات تجارية أخرى بين البلدين، منذ اقتراح مبادرة السلام العربية خاصتها في 2002. وفي المقابل، سيجب على إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطين، والانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967، وهو ما لا تعتزم تل أبيب فعله. لكن شكوك البلدين بشأن طموحات إيران في المنطقة جعلت التعاون بينهما بمثابة السر الذي يعرفه الجميع. ونقلت الصحيفة تصريحات ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي اشارا فيها إلى أن انخراط السعودية والدول الخليجية المجاورة لها في علاقات مع إسرائيل سيكون مفيداً في الوصول إلى اتفاق سلامٍ مع الفلسطينيين. ولفتت الشبكة إلى أن الرياض وتل أبيب يجريان بالفعل محادثات لإقامة علاقات تجارية، وهي خطوة كبيرة من شأنها وضع تل أبيب على طريق تطبيع العلاقات مع الرياض. وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر عربية وأميركية قالت إن العلاقات قد تبدأ محدودة النطاق، على سبيل المثال عن طريق السماح بعمل الشركات الإسرائيلية في الخليج، والسماح كذلك للخطوط الجوية الإسرائيلية "العال" بالتحليق في المجال الجوي السعودي. واعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن أي تقدم من هذا القبيل قد يدعم التحالف بين العدوين اللدودين لإيران، كما يمكن أن يغير حركة الكثير من الصراعات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة: "تُفسر احتمالية وجود علاقات أوثق مع إسرائيل جزئياً سبب فرض السعودية وحلفائها حصاراً شاملاً على قطر؛ في مسعى لإجبار تلك الدولة الخليجية على وقف دعمها لحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة". بلومبرج أوضحت أن الرياض تستثني الحج من سياستها الرسمية القائمة على عدم إقامة العلاقات مع إسرائيل؛ لأن مهمتها الدينية كقيمة على المدينة المقدسة والكعبة تستدعي تسهيل السفر إلى مكة لكل المسلمين. ومع ذلك، يقول قرا إن الرحلة قد تكون صعبة؛ إذ تكون الحافلات عادةً في حالة سيئة، وتتعطل مكيفات الهواء باستمرار، وغالباً ما يحدث تأخير في إجراءات عبور الحدود. ونوه قرا إلى أن عدم اعتراف السعودية بجواز السفر الإسرائيلي يدفع المواطنين إلى إصدار وثائق سفر أردنية مؤقتة، تستغرق وقتاً طويلاً لإصدارها. من جانبه قال سكوت لاسنسكي، الزميل الزائر لدى معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، والمستشار السياسي السابق لدى السفارة الأميركية لدى إسرائيل: "هناك تاريخ طويل لتوظيف رحلات الحج كبادرة لبناء الثقة، جزئياً لأنَّها تحمل في طياتها نقاء المقصد الديني، إلا أنَّ السياسة تتدخل هنا؛ لأن الحدود بين الدول في الشرق الأوسط غير مفتوحة"