«لو رجع بي الزمن هقتله طلق أمي وعايز يتجوز غيرها وكمان كان بيشتمني بأمي على طول».. هكذا برر الطفل مصطفى، 14 سنة، للنيابة، إقدامه على قتل والده "محمد ل."، طعنا بالسكين في صدره، في جريمة بشعة هزت منطقة المطرية بالقاهرة.
"التحرير" انتقلت إلى مسرح الجريمة، داخل شقة سكنية متواضعة، بعقار قديم من 4 طوابق يتوسط شارع عبدالستار عبدالغفور بمنطقة المطرية، وعلى مدخل البيت جلست شقيقة القتيل متشحة بالسواد، تنعي اخيها غير مصدقة لما حدث.
وبصعوبة سردت شقيقة القتيل تفاصيل يوم الجريمة "حضر محمد وطلب مني تناول وجبة الإفطار معه "قلتله أنا فطرت"، فتركني وقال لي طيب ما تتغديش أنا جايب فتة ولحمة نأكل مع بعض قلت له حاضر"، مضيفة " محمد سابني وطلع شقته في الدور التاني، الذي يقيم فيه مع ابنه مصطفى". وأستطردت ربة المنزل أنه تلى ذلك سماعها صوت جلبة عالية في شقة أخيها فقررت فتح باب الشقة لتستوضح الأمر فصدمها ما رأت "الحقيني يا أختي ابني ضربني بالسكينة"..، هكذا صرخ الأب "محمد" مستنجدا بها، مشيرة "كان نازل غرقان في دمه والطعنة كانت في صدره وكاتم الجرح بالفانلة الداخلية". استكملت أخت القتيل حديثها قائلة:"كنت هقع من طولي وأنا شايفة أخويا غرقان في دمه، حاولت معرفة ماذا حدث، فأخبرني أن ابنه طعنه بسكين بسبب طليقته "والدة المتهم".
وتابعت أخت القتيل: بعد انفصال شقيقي عن زوجته "والدة المتهم"، تزوج طبيبة من المغرب، وبعد شهرين من زواجهما انفصلا بسبب سوء معاملة المتهم لزوجة أبيه "كان بيشتمها ويضربها". "مش هو ابن أخويا بس لو شوفته هقتله بأيديا".. هكذا عبرت العمة عن غضبها تجاه ابن أخيها القاتل، مضيفة "قتله قبل فرحه بأيام"، وأوضحت أن شقيقها كان يستعد لحفل زفافه نهاية الأسبوع المقبل" أحمد عماد، نجل شقيق الضحية، تبدوا عليه مشاعر الصدمة وأوضح ساردا ما جرى: "قبل دقائق من الحادث كان عمي يصلح باب غرفة أعلى سطح المنزل خاصة بتربية الحمام، ونزل لشقته وبعدها سمعت صوت استغاثته، ووجدته غارقا في دمائه، فأسرعت به إلى مستشفى المطرية التعليمي لكنه فارق الحياة متأثراً بإصابته". وأضاف الشاب أنه سأل بن عمه عن سبب إصابة والده وهو في طريق للمستشفى فقال له "بابا اللى ضرب نفسه"، لافتا أنه لم يكن يتخيل أن يقدم الطفل على ارتكاب مثل تلك الجريمة. جيران القتيل في المنزل، أكدوا أن جارهم الراحل كان حسن السمعة وطيب ومحبوبا، وأنه اضطر لتطليق أم مصطفى بسبب خلافات عائلية، وأنه كان يستعد للزواج من سيدة ثالثة، لكن القدر لم يسعفه. من جهتها، نفت أم الجاني إدعاءات تحريض نجلها على قتل والده قائلة ''أنا مش مجنونة علشان أحرض ابني يقتل أبوه واتكوي بناره"، لافتة أن علاقتها بطليقها انتهت تماماً منذ أكثر من 8 شهور، حتى أنها لم تطلب حقوقها الشرعية للهروب من جحيمه، -حسب قولها-. وقالت إن علاقة ابنها بوالده لم تكن على ما يرام، وإنه كان دائم الشكوى من معاملته السيئة له "كان عاوز يطفشه من البيت علشان يتجوز براحته". كان قسم شرطة المطرية تلقى إشارة من مستشفى المطرية التعليمي تفيد باستقبالها "محمد ل."، 45 سنة، موظف، متوفيا إثر إصابته بطعنة بالصدر من الجهة اليسرى. وبالانتقال والفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين المجني عليه ونجله "مصطفي"، بسبب قيام المجني عليه بسبه بوالدته تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المجني عليه بإحضار "سكين"، فاستخلصها منه المتهم وقام بطعنه. وتحرر عن ذلك المحضر رقم 5467 سنة 2017م إداري القسم، وتولت النيابة العامة التحقيق .