قدمت «أم عبير» في «هذا المساء» بشكل واقعي بعيدًا عن الابتذال و«الأفورة» المخرج تامر محسن هو صلاح أبو سيف الدراما المصرية.. ويرفض الضحك على الجمهور استمتعت بالعمل مع محمد فراج لأنه فنان حقيقي جدًا.. وكرهته بسبب شخصيته في المسلسل «أم عبير» طفشت من جوزها في نهاية المسلسل.. وأتمنى تفعيل عقاب شديد للهاكرز بشخصية «أم عبير» الزوجة التي تسكن في منطقة شعبية، وتشعر بالاحتياج لرجل يشاركها حياتها بالفعل، وليس مجرد شريك في السكن، حتى تضطر للخيانة الزوجية، ظهرت الفنانة زينة منصور في مسلسل «هذا المساء»، الذي تم عرضه في سباق رمضان الأخير، ونال إشادات من الجمهور المتابع له، وكذلك النقاد، وبرعت زينة في تقديم دورها، الذي يشكل أحد الخطوط الرئيسية في دراما العمل، الذي كتب قصته وأخرجه تامر محسن، وشارك في بطولته مجموعة من النجوم. زينة قالت في حوارها ل« التحرير » إنها اجتهدت كثيرًا في تفاصيل شخصيتها حتى تقدمه دون ابتذال ولا مبالغة، ولعل هذا كان سببًا في تفاعل الجمهور معها، حول كواليس تحضيرها ل« أم عبير»، وأبرز المشاهد الصعبة التي قامت بتصويرها وغلى تفاصيل الحوار. كيف كانت قراءتك الأولى لشخصية «أم عبير»؟ عندما تحدث إليّ المخرج تامر محسن بشأن أحد الأدوار في مسلسله الجديد كنت متأكدة أنه لن يتواصل معي في دور «أي كلام»، ومع قراءة أولى حلقات العمل وجدتها امرأة عادية تذهب لتصليح هاتفها المحمول لدى أحد المحلات الشهيرة، لكن فجأة تحدث فضيحة بعلاقتها مع رجل تعرفت عليه في «سوشيال ميديا»، وتتحدث إليه دون علم زوجها. تخوفت من الدور قليلًا، وانبهرت به في نفس الوقت، وركزت مع الشخصية، وحاولت تقديمها بشكل طبيعي وبسيط بعيد عن «الأفورة»، ومن سيتوجه إلى منطقة السيدة زينب سيجد نماذج لهذه الشخصيات، والتي ترتدي العباءة والطرحة وأقصى ما يمكنها فعله أن تضع الكحل وتصبغ شعرها بالأكسجين ليصبح لونه برتقالي، وهذه قمة الدلع بالنسبة لها. وفي رأيك.. ما هو مبرر «أم عبير» في الخيانة؟ «هي ست في عزّ شبابها، وعاوزة تدلع»، والعلاقات والصحوبية ليست مقتصرة على الأغنياء أو المتحررين فكريًا فقط، والذين يفعلونها في صمت، ولا أعمم ذلك لكن في كل طبقة يوجد من يتبعها، ومبرر «أم عبير» في الخيانة بالمسلسل أن زوجها لم يمنحها الاهتمام الكافي، وخلال وجوده في المنزل يشاهد مباريات كرة القدم، أو يقوم بتلميع الأحذية، وباقي يومه إما نائما وإما في عمله، وهي تجد نفسها باحتياج لشخص يشاركها حياتها، وهذه النماذج كثيرة، وقد يتطور الأمر إلى الطلاق، في الطبقات الشعبية. وكيف جاء قرارك بتغيير لون شعرك؟ كان قرار صعب، إذ أصبحت حبيسة هذا اللون لمدة 4 أشهر، لا يمكنني مقابلة أحد أو حضور أي مناسبة، ولفت لون الشعر الكثير من المتابعين منهم المخرج الكبير يسري نصر الله، الغريبة أنه جاء مناسبا لي، بصراحة اجتهدت جدًا في الدور وسعيت لإبعاده عن الابتذال لأنني أنتمي للمدرسة الواقعية في الفن، وأحب إذا قررت تقديم شخصية ما أقدمه كما يجب، فابتعدت فيها عن شخصيتي الحقيقية، لذا فكرت في تغيير لون شعري، وأخبرت تامر محسن بأنني سأقوم بشىء ما، وإذا ما أعجبه يخبرني، وإن حدث العكس فسأقوم بتغييره فورًا، لكنني كنت متأكدة أن هذا التغيير سيلقى قبولا من ناحيته، لأنني قمت به بناء على مقابلاتي السابقة لسيدات يشبهن «أم عبير»، وأخذت منهن طريقة حديث هذه الشخصية، فأنا أحب المتابعة جدًا، وألاحظ طريقة حديث الأفراد، خاصة أبناء مصر القديمة الذين أعشقهم لأنهم حقيقيون ويتصرفون دون تكلف. ولماذا لا تفكرين في ارتداء باروكة؟ لا أحبها، وفي نفس الوقت أرفض «كروتة» تفاصيل الدور، والشعر هنا من التفاصيل المهمة والتي جذبت الاهتمام، وساهمت في إضفاء واقعية على الشخصية، وربنا أكرمني في هذا العمل بالمخرج تامر محسن الذي اعتبره صلاح أبو سيف الدراما المصرية، إذ يرفض الضحك على عقول المشاهدين، ويؤمن بأنه لا توجد امرأة شعبية تستيقظ من نومها بكامل مكياجها، حتى إن ذهبت للكوافير فإنه لا يكون بشكل يومي، ولن يتطور الأمر لتغير ملابسها بشكل يومي، لذا التزمت بالأكسجين على شعري ليصبح لونه برتقاليا طوال فترة التصوير، وعدت إلى لونه السابق فور انتهائي من مشاهدي. كثيرون تحدثوا عن مشهدك مع محمد فراج، الذي تحدث معك فيه عن شعرك البرتقالي.. ما كواليسه؟ هذا المشهد كان فيه جزء ارتجالي، إذ بعدما أنهينا جُملنا الحوارية المكتوبة، منحنا الأستاذ تامر محسن مساحة أقلّ من دقيقة لنقول ما نريد في سبيل أن نعتاد على بعضنا وفقًا لدورينا في المسلسل، وهنا قامت «أم عبير» بتشمير أكمامها، واستعدت لعمل قهوة، لأبرز له مهاراتي فيها، وهنا فاجأني فراج بجملة «هو عم صفوت بيشوف البرتقالي ده؟»، والحقيقة أن فراج ممثل متعاون وجميل، واستمتعت بالعمل معه لأنه فنان حقيقي جدًا، حتى إنني في اليوم التالي لتصوير هذا المشهد قلت له «أنا كرهتك إنت لو موجود فعلا هقول إنت ليه شيطان أوي كده؟». ولماذا قررت «أم عبير» أن تستكمل علاقتها ب«سوني» رغم صدّه لها أكثر من مرة؟ في البداية كانت «أم عبير» خائفة ومرعوبة منه، لكن بعدما نشأت علاقة بينهما وقعت في غرامه، حتى إنها كانت تأخذ معها طعامًا عند زيارتها له، رغم أنه ينظر إليها نظرة احتقار بسبب خيانتها لزوجها، وبعدما تقربت منه وجدت نفسها تحبه، حتى إنها قالت «أنا عاوزة سوني في الحلال»، كما أنها ليست خائنة بشكل مبالغ فيه، إنما بهدف وجود شخص في حياتها ويهتم بها، ربما يرجع لأنها لا تفكر بعقلها حتى إنها «ادهولت في حبها لسوني». وهل كانت صفعات «عم صفوت» أو محمد رضوان زوجك في العمل حقيقية؟ حقيقية جدًا، وقبل تصوير هذا المشهد تخوفت أن تتم إعادته، خاصة أنه جرى تصويره يوم 26 رمضان تقريبًا، أي في ظل الصيام، حتى أن تامر محسن سألني «هتستحملي الأقلام؟» فأجابته «أنا محدش ضربني بالقلم قبل كده»، حتى قررت الجلوس والتركيز للدخول في شخصية «أم عبير» التي تركت زوجها جالس في الصالة، وتهاتف الرجل الذي اشتاقت له، وهنا يكتشف خيانتها زوجها، فيقوم بضربها عدة أقلام، وكل قلم «بيوجع»، حتى الدموع التي تساقطت على وجهي ورقبتي حقيقية. وبعد عرض المسلسل.. كيف تقيّمين تقديمك لهذا الدور؟ أتمنى أن أجد دورًا على نفس قوته، مع مخرج متميز، مثلما أكرمني الله مع يسري نصر الله في «الماء والخضرة والوجه الحسن»، ومنه تم ترشيحي ل«هذا المساء» مع تامر محسن، فهو مخرج عبقري ويبذل مجهودًا كبيرًا في تقديم العمل كما يجب، ولا يمرر أي خطأ أو تفاوت، وأتمنى ألا أنزل عن هذا المستوى. هذه ليست المرة الأولى لك في تقديم شخصية امرأة شعبية.. ألا تتخوفين من حصرك في هذه الأدوار؟ صحيح قدمتها من قبل في فيلم «حلاوة روح»، ومسلسلات «فيفا أطاطا»، و«شارع عبد العزيز 2»، و«ألوان الطيف»، لكن كل شعبي منهم له طريقته، وفي نفس الوقت كل أدواري فيها تختلف تمامًا عن «أم عبير»، ولا أتوقع أن يتم حصري فيها، وجاء هذا بنية جيدة من الصنّاع، إذ يجدون في ملامح بنت البلد الجريئة والجدعة مع الإغراء، لكنني يمكنني تقديم الغنية والفقيرة والارستقراطية، والوضع مختلف في «هذا المساء»، إذ جاء بناء على اختبارات خضعت لها. وكيف ترين عقاب محمد فراج وأحمد داوود وخالد أنور بالحرق في ختام الحلقات؟ اتفق معه تمامًا وأتمنى إن كان هناك «هاكرز» في حياتنا أن يتم توجيه عقاب شديد من العدالة لهم لأنهم يخترقون تفاصيل حياتنا الشخصية، عن نفسي أصبحت خائفة من فتح أي رابط يرسله لي أي رقم لا أعرفه، وهو موضوع خطير ولم يسبق التطرق له بهذه المساحة من قبل، والفضل في ذلك يرجع إلى تامر محسن الذي سبق وعرض موضوع الإدمان بشكل مختلف في مسلسل «تحت السيطرة». لم يستعرض المسلسل في نهايته وضع «أم عبير» هل عادت لزوجها أم طُلقت منه؟ أتوقع أنها «طفشت من جوزها، لأنها خلاص مقتنعة إن سوني يخصها ولن تتركه».