اتسم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإدارته بالتناقض حيال أزمة إعلان بعض الدول العربية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واتهامها بدعم وتمويل الإرهاب في المنطقة. حيث ربطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأحد، بين الصفقات التي كان يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع السعوديين والإماراتيين في السابق، وبين موقفه الحالي إزاء أزمة قطر مع الدول الخليجية الثلاث. وقالت الصحيفة: "مارس ترامب التجارة مع أعضاء من العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية على مدى ما لا يقل عن عشرين عاما، كما حصل على الملايين من دولة الإمارات العربية المتحدة؛ من خلال وضع اسمه على ملعب للجولف. إضافة إلى ذلك، بحث ترامب عن صفقات في الدوحة، في دولة قطر، إلا أن عائلة ترامب كانت أقل حظا في الدوحة، والعمل الوحيد الذي قاموا به في قطر هو تأجير بعض المساحات داخل برج ترامب في مانهاتن كمكاتب لشركة الطيران القطرية، إلا أن الخطوط ما لبثت أن أخلت المكاتب قبل أن يصبح ترامب رئيسا. والآن، وبعد الأزمة التي وقعت بين هذه الدول الثلاث، التي تعد من أهم حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، ألقي ترامب بكامل ثقله خلف البلدين اللذين يمارس فيهما نشاطه التجاري، ما يثير القلق مجددا حول ما يظهر من تعارض بين دوره كرئيس للبلاد وما لديه من مصالح مالية شخصية. حيث صرح ترامب بأنه يدعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لأن قطر ممول للإرهاب، إلا أن موقفه من قطر، والتي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة، يختلف بشكل حاد عن مواقف البنتاجون (وزارة الدفاع) ووزارة الخارجية، حيث التزم وزيرا الدفاع والخارجية الحياد، وحثا كافة الأطراف على توحيد الصفوف في مواجهة العدو المشترك، ألا وهو تنظيم داعش. بدوره، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض الإجابة عن أسئلة تتعلق بما يظهر من تضارب في المصالح. واكتفى المتحدث، مايكل شورت، بالقول إن "الرئيس ترامب بادر رسميا بسحب نفسه من إدارة أعماله التجارية التي تعرف باسم منظمة ترامب". إلا أن الابتعاد عن مهام الإدارة المباشرة دون التخلي عن الملكية لا يقلص المحفزات المالية ولا التضارب في المصالح لدى ترامب.