حارب بفيتنام وحقق فى قضية لوكيربي.. وأصبح مديرا للمباحث قبل 11 سبتمبر روبرت مولر.. لعل هذا الاسم هو آخر اسم يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سماعه هذه الأيام؛ مع ما يمثله من كابوس لا ينتهي قد يطيح به من فوق كرسي الحكم بالولاياتالمتحدة، فصاحبه هو الرجل الذي يتولى التحقيقات بشأن تدخلات موسكو في الانتخابات التي أجريت في نوفمبر الماضي، وأتت بترامب الجمهوري رئيسا للبلاد منتصرا على غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وخلال الفترة الماضية كانت التحقيقات قد طالت الكثيرين حول الرئيس، لكنها لم تطل الأخير؛ من مستشاره للأمن القومي مايكل فلين إلى صهره جاريد كوشنر؛ وما زاد الطين بلة شهادة جيمس كومي مدير المباحث الفيدرالية أمام الكونجرس والتي رأى فيها البعض تأكيدا للعبة ما لعبها ترامب مع الروس لوضعه على قمة الهرم ورأس السلطة في واشنطن. اليوم ومع ما تنشره الصحف الأمريكية وعلى رأسها "واشنطن بوست" الأمريكية فيما يتعلق بسير التحقيقات التي يجريها مولر، يبرز دور الأخير وما يمثله من مخاوف للرجل رقم 1 في الولاياتالمتحدة، وتطرح علامات استفهام حول ما قد ينتهي إليه التقصي والفحص والتفتيش فيما جرى بالدوائر الانتخابية أواخر العام الماضي. ويوفر تاريخ الرجل وسيرته الذاتية الوافرة بالإنجازات والشهادات، كابوسا بالفعل لكل من يتولى مولر التحقيق حول تورطهم في فضائح وقضايا خطيرة؛ فهو محام وسياسي شغل منصب مدير المباحث الفيدرالية "إف بي آي" خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما ومن قبله جورج بوش الابن. وحصل مولر على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة نيويورك عام 1967، وتخرج في القانون من كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا عام 1973، أما فيما يتعلق بمسيرته المهنية فقد بدأت حينما تجند عام 1968 في مشاة البحرية، ثم كضابط بحرب فيتنام، ومنذ العام 1976 عمل محاميا في سان فرانسيسكو، ثم في مكاتب النائب العام، واستمر في المنصب 12 عاما. بين عامي 1990 و1993، تولى مولر رئاسة الفرقة الجنائية بوزارة العدل، وخلال هذه المدة أشرف على تحقيقات بارزة منها قضية لوكيربي؛ والمتعلقة بسقوط طائرة ركاب أمريكية أثناء تحليقها فوق قرية لوكيربي في أسكتلندا سنة 1988، والتي انتهت بالقبض على اثنين من الرعايا الليبيين. وقبل أسبوع واحد فقط من هجمات سبتمبر 2001، عين الرئيس الأسبق بوش، مولر في منصب مدير المباحث الفيدرالية "إف بي آي"، واستمر في ذات المنصب في عهد أوباما حتى سبتمبر 2013، وبعد تركه لمنصبه، انضم لمكتب محاماة كانت من زبائنه إيفانكا ابنة الرئيس ترامب وزوجها جاريد كوشنر. وأشاد الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء بمولر بوصفه شخصا يحظى باحترام واسع، مؤكدين نزاهته واستقلاله، أما مولر فقال في بيان نقلته شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية إنه سيقبل بالمسؤولية التي كلف بها وسينفذها بأقصى طاقته.