كتب: أحمد الدعدر لا شكّ أن قطر تتجه إلى الهاوية، بعد أن عُزِلت خليجيًا، على وقع القرار المفاجئ، الذى استيقظ العالم اليوم عليه من قطع دول الخليج: السعودية والإمارات والبحرين واليمن، إضافة إلى مصر علاقاتها الدبلوماسية معها بسبب «تدخلها فى الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب»، حسب بيانات رسمية صادرة عن تلك الدول.. القرار المفاجئ، ألقى بظلاله على المشهد السياسى، فاستقبل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اليوم الإثنين، فى مكتبه بقصر السلام بجدة، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيانى، وجرى خلال اللقاء، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس»، استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بمسيرة العمل الخليجى المشترك. ولا شكّ، أيضًا، أن مستقبل قطر داخل مجلس التعاون الخليجى واحدٌ من تلك الموضوعات، التى بحثها خادم الحرمين، مستقبل المجلس أو بالأدق تشكيله، ربما يشهد تغيرات على إثر القرار، فالسيناريوهات مطروحة ما بين الشطب والتجميد والإسقاط والانسحاب ودخول دول أخرى بديلة، سيناريوهات عديدة على اختلافها إلا أنها تتفق على أن مجلس التعاون «بدون قطر»، نستعرضها فى التقرير التالى... السيناريو الأول: تجميد العضوية فى مقال بعنوان «قطر والخيارات المسدودة»، كشف الكاتب الإماراتى راشد العريمى، المصير الذى تنتظره قطر بعد سياستها التى وصفها بالتخريبية والخروج عن الإجماع العربى والخليجى.. قال الكاتب فى مقاله المنشور بموقع «العين» الإماراتى: «تنسى قطر، أو تتناسى، أن ما كسبته من تأثير لم يكن وراءه عبقرية ساستها الاستثنائية، أو مليارات الدولارات التى بددتها على إنشاء مؤسسات إعلامية أو جمعيات حقوقية لتشويه أشقائها العرب، أو شركات علاقات عامة دولية لتجمل وجه سياستها القبيح، بل حققته لأنها كانت جزءًا من كيان قوى هو مجلس التعاون الخليجى، وبفضل حرص دول المجلس على نشر الاستقرار فى محيطها وتفضيلها استيعاب الشقيق المنفلت وتوجيه النصح والإرشاد لعله يخرج من مراهقته السياسية»... وعن مستقبل قطر داخل مجلس التعاون قال الكاتب: «ستكون الإجراءات الخليجية سريعة وحازمة، ولا يُستبعد تجميد عضوية قطر فى مجلس التعاون الخليجي، وفى الجامعة العربية، بعد أن أصبح دورها داخل البيت الخليجى والبيت العربى تخريبيًا، وصار كل نشاطها موجها ضد دول الخليج والدول العربية». السيناريو الثانى: انسحاب الدوحة واليمن بديلا قال الباحث والمحلل السياسى الكويتى، الدكتور مبارك القفيدى، إن هناك تقارير دولية تؤكد أن كلًا من سلطنة عمانوقطر ستنسحبان من مجلس التعاون الخليجى. وكتب القفيدى على موقع «تويتر» قائلًا: «تشير تقارير غربية عن خروج مؤكد لكل من دولة قطر وسلطنة عُمان من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربى». وتوقعت مصادر خليجية، ل«اليمنى اليوم»، دخول اليمن منظومة مجلس التعاون عقب انتهاء الحرب الراهنة، مؤكدة، أن السعودية والإمارات والكويت والبحرين تدعم بقوة انضمام اليمن، مشيرة، إلى أن دول مجلس التعاون تدرس جديا منح اليمن العضوية الكاملة فى مجلس التعاون الخليجى. السيناريو الثالث: إسقاط العضوية وأكدت وكالات أنباء دولية، صباح اليوم، أن هناك خطوات اتخذت لإسقاط العضوية القطرية من مجلس التعاون الخليجى تأسيسًا على قرار الدول العربية والخليجية مقاطعة قطر. وعلى الرغم من تأكيد تلك الوكالات الدولية، فإنها لم تفصح عن تفاصيل تلك الخطوات. قطر: سنظل أوفياء من جانبه، عبّر مجلس الوزراء القطرى، عن استغرابه من قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، واصفًا القرار ب«غير المبرر»، مشددًا على أن «قطر ستبقى وفيّة لمبادئ مجلس التعاون لدول الخليج العربية». وأوضح مجلس الوزراء القطرى، فى بيان صحفى، أن قرار قطع العلاقات «مستند على مزاعم وادعاءات وافتراءات وأكاذيب». وشدد البيان على أن «قطر ظلت حريصة على مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتماسكه، وتعزيز روابط الأخوة بين شعوب دوله، وستبقى دولة قطر وفيّة لهذه المبادئ والقيم، ومتمسكة بكل ما فيه مصلحة وخير شعوب دول المجلس الشقيقة».