دعوة شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادى القصبى إلى تعديل قانون الطرق الصوفية رقم 118لسنة 1976 الخاص بانتخاب شيخ المشايخ وتحديد مدته، ووضع ضوابط جديدة كى يأتوا بالانتخاب لا بالتوريث كما كان متبعا على مدار تاريخ التصوف فى مصر، أثارت غضب مشايخ الطرق الصوفية وأعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية الذين أكدوا استحالة تطبيق مبدأ الانتخاب المخالف لمبادئ المتصوفة.. القصبى، المعين فى أبريل 2010 بقرار جمهورى لرئيس الجمهورية السابق، أوضح خلال مؤتمر «التصوف منهج أصيل للإصلاح» الذى شهدت القاهرة فاعلياته هذا الأسبوع، أن التعديل يشمل توسيع قاعدة الطرق الصوفية لتضم المعاهد والمؤسسات والجمعيات الخيرية ذات النهج الصوفى، وتقنين أوضاع الطرق الصوفية. «احنا أول من طالب بذلك» يرد مصطفى زايد، المنسق العام للطرق الصوفية، على دعوة القصبى، موضحا أنها تسعى لاستدرار عطف المتصوفين لأنهم قلبوا عليه مؤخرا باعتباره مدمر البيت الصوفى، جراء سكوته عن الهجمة الشرسة على الصوفية من قبل التيار السلفى المتشدد هادم الأضرحة. زايد يتابع «والآن بنقول له ارحل مثل والدك مبارك، الذى يحاكم لاتهامه بقضايا قتل ثوار يناير والفساد المالى»، مطالبا القصبى بإظهار صدق نواياه إن كان يريد الإصلاح الحقيقى ويرحل قبل أن ينفجر أبناء المتصوفة فى وجهه جراء فشله الذريع فى حمايتهم، وتدهور حالهم على المستويين الاجتماعى والسياسى، منوها إلى أن مطالب شباب المتصوفة الآن هى التغيير وليس الإصلاح.. أما طارق الرفاعى، شيخ الطريق الرفاعية فقال إن الطرق الصوفية بعيدة تماما عن السياسة ولا يمكن أن تظهر أو أن تعلن عن نفسها سياسيا، مشيرا إلى أن لعبة القصبى تهدف إلى إقصاء التيار الصوفى «المعتدل» لصالح التيارات الإسلامية المتشددة المناوئة للتصوف، وأنه يهدف إلى تكوين جبهة داخل الطرق الصوفية للحزب الوطنى الذى ينتمى إليه لخدمة مصالحه الشخصية.. الرفاعى أكد صعوبة انتخاب مشايخ الطرق كما يدعى هؤلاء «لأن ذلك تراث متوارث أبا عن جد، وبهذا سينتهى نسب الطرق إلى آل بيت رسول الله، مشيرا إلى أن انتخاب مشايخ الطرق سيفتح الباب أيضا إلى تحكم الرأسمالية التى هى بالأساس منهج الغرب فيها بهدف شراء الأصوات والذمم على حساب المبادئ والأخلاق التى تربينا عليها». فكرى العروسى، شيخ الطريقة العروسية، وصف انتخاب مشايخ الطرق بالمهزلة، مضيفا «لم تكن هذه دعوة المؤتمر ولا مبادئ القصبى الذى حل على رأس المشيخة بمساعدة أمن الدولة، مستنكرا إشادة شيخ الأزهر بقرار انتخاب مشايخ الطرق، وقال العروسى «إن الانتخاب سيؤدى إلى مجىء شخص يجهل أمور الطريقة مما سيقلص دورها ويسهم فى انهيار البيت الصوفى مع الوقت». بينما أكد عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، مالك علوان، أن اقتراحات شيخ مشايخ الطرق الصوفية بشأن انتخاب مشايخ الطرق لم تعرض على المجلس ولم يناقشها، وأنه طرحها نتيجة ضغوط نفسية يتعرض لها تؤذن بقريب رحيله، موضحا أن مساندة شيخ الأزهر دعوة القصبى لا تعطيها شرعية، كون الأزهر نفسه لم ينتخب شيخه، رغم أنه أولى بذلك من الطرق الصوفية التى لا تأخذ رواتب من خزينة الدولة المصرية.