هدى تلقت 6 طعنات من «العشيق الطماع» بعد فشله في سرقتها أم عصام: «جيت أصالحها على جوزها لقيتها جثة وبطنها مفتوح بسكين» لم تكن على قدر من الجمال لكن شبابها أغرى شاب ليغويها بين شباكه، وأخذ وقتا في إقناعها بغرامه لكن تربيتها على يد سيدة فاضلة تبنتها جعلتها تتردد، واستغل الشاب الأسمر توتر العلاقة بين عشيقته وزوجها وراح ينفث سمومه في وسط كلمات الحب والغرام، ولما استلسمت له، كان ضيفا دائما على فراش المتعة الحرام. لم يدر بخلد الزوجة الشابة التي هجرت زوجها منذ فترة وعادت لمنزل أم عصام، التي تربت في بيتها، أن عشيقها مفتول العضلات لم يخطط فقط لنهش جسدها بل كان يرمي إلى سرقتها بعد علمه بامتلاكها "ملهى شعبي" بالمنطقة، وفي كل مرة يزورها في شقتها كان يغافلها ويستكشف المكان تمهيدا لسرقة مدخراتها، لنتنهي القصة سريعا على شرف عشاء "كباب" ومعاشرة سريعة، حينما شرع العشيق في سرقة المال من الشقة واكتشفت هي أمره وحاولت منعه سدد لها طعنات نافذة أخرج على إثرها أحشائها وتركها غارقة في بركة دماء ولاذ بالفرار.. وإلى التفاصيل. «اتفضلوا، أنتو صحفيين؟، إحنا عايزين نتكلم معاكم عشان نكشف الحقيقة لأن دي سمعة ناس، بس من غير تصوير لو سمحتوا عشان المشاكل، وأنا رايحة أزور بيت ربنا الكريم قريب».. بهذه الكلمات قابلتنا الحاجة «أم عصام»، المرأة ذات ال55 عاما، ببلوك 76 في منطقة مساكن الجمهورية مدينة السلام بالقاهرة، لتتحدث عن صدمتها الكبرى، على حد وصفها من خيانة «هدى»، القتيلة، التي وصفتها بحزن شديد قائلة: «هي ابنتي التي لم أنجبها عاشت معى أكثر من 35 عاما، وكبرت على يدى وسط أبنائي الرجال، خاصة أننى لم أنجب بنات واتخذتها ابنة لي، وحفاظا عليها من مصائب وكوارث الشارع، وما يدور به أبعدتها عن مشروعي، وهو عبارة عن ملهى شعبي للفقراء بسترزق منه، وسرعان ما كبرت ودق العريس بابها، ولم أتردد لحظة في سترها وزواجها، خاصة أنه رجل هادئ الطباع وبالفعل تزوجها وأنجب منها». تصمت العجوز لتلتقط أنفاسها وتقول: «سنوات كثيرة تمر علينا وجميعنا أسرة واحدة، لكن خلال الشهور الماضية تغير حالها وبدأت تتمرد على زوجها الغلبان لتدخل معه في مشكلة تلو الأخرى، وتقرر أن تترك له البيت وتعود لبيتي الذي تعتبره بيتها، وحجتها أنها لم يكن لديها غيري في الحياة». وتستكمل «أم عصام»: «مرت الأيام والشهور وهدى ترفض تماما العودة إلى زوجها، وقررت ذات يوم أصلح بينهما فأخذته وذهبت إلى منزلي، لأفتح باب الشقة وأجد المصيبة تستقبلني وهدى ملقاة على الأرض غارقة في دمائها لا أعرف ماذا حدث، تعالت صرخاتي إلى أن فقدت الوعى، وأبلغ زوجها والجيران، الشرطة وجاءت على الفور وكانت هناك مصيبة أكبر تنتظرنا». تدخل في نوبة بكاء لتمتنع عن الحديث معنا ويعتذر إلينا ابنها الكبير عصام عن استكمال الحديث، وأخبرنا أن والدته دخلت مستشفى الوايلي في حالة حرجة بسبب صدمتها في القتيلة وحزنها عليها. لكن لم نكتف بما سردته السيدة المسنة وحاولنا البحث عن الضحية الثانية، وهو «زوج القتيلة»، لكن لم نتمكن من الوصول له بعدما ترك المنطقة بما فيها بعد تحقيقات النيابة معه ولا أحد يعرف مكانه. «التحرير» انتقلت إلى مسرح الجريمة للتحقيق في ملابساتها وكشف غموضها وجمع شهادات عدد من الجيران وشهود العيان حول الواقعة.. تقول «أم محمود» جارة القتيلة: «هدى اتقتلت هنا»، أشارت بيديها على باب حديد مغلق بالأقفال، مضيفة: «جميع من بالمنطقة سكان محترمين، ولم نرى من القتيلة موقفا يسئ لأخلاقها في شيء، لكن فجأة سمعنا صرخات أم عصام وانقلبت المنطقة، وشاهدت جارتي تفقد الوعى بسبب رؤيتها للقتيلة غارقة في دمائها». وتستكمل الجارة: «كل ما أعرفه عن الحادث أن الجيران أبلغت الشرطة وحضرت على الفور وبعدما قامت بالفحص والتحريات وجدوا بقايا طعام وشنطة مكتوب عليها عنوان واسم الكبابجي الذي أحضروا منه الوجبة، وبالفعل ذهبوا لمكان الكبابجي وراجعو كاميرات المحل خلال يومين من ارتكاب الجريمة، وكانت المفاجئة ظهور مشهد يجمع القتيلة وشاب من خلال كاميرات المحل وبعدها أغلقت الشرطة الشقة وذهبت لتعود من جديد». ويلتقط منها طرف الحديث «أبو محمود»، جارهم، ويملك محل بقالة صغير، قائلا: «سمعت مثل باقي الجيران ما حدث، وحزنت على هدى القتيلة لأنها كانت في حالها وبتحب الناس، وعمري ما شفت منها موقف يشبهها». وتابع الجار: «شاهدت حزن أم عصام وبكاءها الشديد على القتيلة، لكن لا أعرف موقفها بعدما قبضت النيابة على المتهم وأحضرته لتمثيل الجريمة، حيث إنه طعن هدى 5 طعنات أخرجت أحشائها وطعنه سادسة بالظهر، وأعترف بأنه كان على علاقة بها وتردد عليها كثيرا بمنزل أم عصام». واستفاض الجار في حديثه: «سمعنا أيضا أن القتيلة تكبره ب7 سنوات وهو غريب عن المنطقة، وخطط كثيرا لسرقتها بعدما سمع أنها تملك ملهى شعبي، فأوقع القتيلة في شباكه وعندما منعته من السرقة قتلها بهذه الطريقة البشعة، خاصة أن القتيلة كانت لا تملك شيئا»، قائلا: «ولا مال ولا جمال». وبعيدا عن مشهد الجريمة حضرت ساكنة من المنطقة في الأربعينيات من عمرها تقول غاضبة: «من الممكن أن ترتكب هنا أبشع الجرائم، بسبب الإهمال الذي يضرب بحياتنا عرض الحائط، وسوء الخدمات العامة، وعدم الاهتمام من الحي وتجاهل المحافظة لنا، ما يعرض المواطنين للخطر». وتابعت في استنكار: «أزاي غريب يدخل علينا ويقتل جارتنا ولا نشعر به إلا بعد مرور يوم، ولو ماكانتش أم عصام جات لتعفنت جثت القتيلة واكتشفنا الجريمة من رائحتها».