حلت ذكرى ميلاد الفنان البريطاني الراحل تشارلي شابلن الملقب ب"المتشرد"، أمس الأحد، والذي رحل عن عالمنا عام 1977، عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد أن ترك لنا عشرات الأفلام الخالدة حتى وقتنا هذا. ويعد "شابلن" أحد أنجح وأشهر نجوم الكوميديا في تاريخ السينما، وخاصة بعدما اشتهر بشخصية "المتشرد" التي أصبحت ملازمة له طوال أفلامه، ليبهج من خلالها العالم لسنوات عديدة، وأخرج العشرات من الأفلام الصامتة، حيث كان أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى. في عام 1992 تم إنتاج فيلم يجسد حياة النجم العظيم، بعنوان "chaplin"، واشترك في كتابته 4 مؤلفين، وبُنيّ على كتابين فقط هما "سيرتي الذاتية" الذي كتبه "تشارلي" بنفسه، و"تشابلن: حياته وفنه" الذي كتبه المؤلف ديفيد روبنسون عام 1985، وجسد خلاله النجم روبرت داوني شخصية تشارلي شابلن. وكان يدور الفيلم حول ذكريات الماضي التي يرويها تشارلي تشابلن وهو عجوز، حين عاش آخر سنوات عمره في سويسرا، خلال محادثة مع كاتب صحفي يدون قصة حياته، وهي شخصية خيالية وليست مستوحاة من الواقع، وجسدها الفنان الكبير "أنتوني هوبكنز". وكشف الفيلم عن بعض المآسي التي عاشها "شابلن"، والتي ربما لم يكن يعرفها الجمهور قبل ذلك، والتي بدأت منذ طفولته التي عانى خلالها من الفقر المدقع مع أمه وأخيه، خاصة أن أمه كانت مختلة عقليًا، بينما والده كان مفقودًا. وركز الفيلم بصورة عميقة على الذكريات الطفولية المعدمة كليا لتشارلي، والفقر الذي أصبح حافزًا له أن يكون شخصًا غنيًا ومشهورًا، وخوفه من العودة مرة أخرى للفقر الذي جعله يعيش حياته بكل قوة وعنفوان، ويرقص ويغني ويضحك فوق أوجاعه. كما أوضح الفيلم أيضًا كم المعاناة التي كان يشعر بها "شابلن" بعد وفاة حبيبته الوحيدة، والتي علم بنبأ وفاتها في أثناء استعداده لإحدى الحفلات، وبرغم بكائه وحيدًا، أنهى الأمر في بداية العرض وخرج للناس وهو يضحك بشكل هيستيري، ليلفت الفيلم انتباهنا جميعًا أن وراء ضحك "شابلن" المستمر كانت هناك أوجاع عديدة مخبأة، ولعله لقب بسبب ذلك ب"المضحك الحزين". وتناول الفيلم أيضًا العديد من الجوانب السياسية في حياة "شابلن" أهمها واقعة طرده من الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب اتهامه بالشيوعية، وعودته مرة أخرى لها بعد سقوط التهمة عنه. واعتبر العديد من النقاد العالميين، أن فيلم "chaplin" هو أفضل ما عرض حول قصة حياة الفنان الراحل، خاصة وأنه اهتم بحياته الشخصية والمهنية على حد سواء، كما ترشح بطل الفيلم روبرت داوني لجائزتي الأوسكار والجولدن جلوب، عن دوره الاستثنائي في هذا الفيلم.