في كل عام يحيي اليهود "ذكرى الهولوكوست" التي انتهت بشكل رسمي في عام 1945، و راح ضحيتها 6 ملايين يهودي قضَوا في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين والمتعاونين معهم حسب زعمهم واعتقادهم، وقد أُعلِن عن هذا اليوم كيوم حداد رسمي في إسرائيل، حيث يتم إنزال الأعلام في جميع المؤسسات العامة، وتدوي صفارات الإنذار في جميع مدن مستوطنات الاحتلال لدقائق صمت على أرواحهم وغيرها من الفعاليات في ذكرى هذه المحرقة. إنكار الهولوكوست لكن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، كان له تعليق آخر، حيث قال في مؤتمر صحفي أمس: إن "السلاح الكيميائي لم يستخدم في الحرب العالمية الثانية، وحتى هتلر لم ينحدر إلى درجة استخدام هذا السلاح". الأمر الذي أثار موجة غضب كبيرة داخل أمريكا، ودفع زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، للمطالبة بإعفاء سبايسر من منصبه فورًا"، معتبرة أن تصريحاته ضايقت العديد من اليهود الأمريكيين، ولا يمكن قبولها. ليخرج "سبايسر" في لقاء تليفزيوني مع "سي إن إن" مقدمًا اعتذاره قائلًا: إنه "لم يقصد التقليل من بشاعة المحرقة اليهودية". أكذوبة المحرقة يقول المؤرخ البريطاني ديفيد إيرفينج: إنه "لا يوجد أدلة ووثائق تبين وتدلل زيف هذا الادعاء الذي لا يستند على أي دليل حقيقي وصادق للمحرقة النازية، التي روج لها اليهود في أوروبا وأنها مجرد لعبة وإشاعة، من أجل تهجير اليهود وتأسيس دولة وكيان لهم على أرض فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية". وأوضح أن هناك عدد كبير من المؤرخين والباحثين من لا يقرون بتلك الأكاذيب، فأول من شكك بأسطورة المحرقة وغرفة الغاز النازية هو الباحث الفرنسي بول راسينيه، كذلك الأديب الفرنسي لويس فرديناند سالين الذي كان يسخر من غرف الغاز المزعومة باستخدامهِ تعبير "غرفة الغاز السحرية". جدير بالذكر أن سبايسر ليس أول من ينكر المحرقة اليهودية "الهولوكوست"، فقد سبقه العديد سواء بتصريحاتهم أو بأفعالهم، و كان أبرزهم: ترامب شنت منظمات يهودية حملة تصريحات ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب بيانه في اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست في 27 يناير 2017، حيث لم يحدد ترامب اليهود كضحايا لعملية الإبادة الشهيرة في أربعينيات القرن الماضي. ودافع البيت الأبيض عن عدم ذكر اليهود ومعاداة السامية في بيان ترامب، قائلاً: إن "إدارة الرئيس الجديد أخذت بعين الاعتبار جميع الفئات التي عاشت هذه المعاناة". وأعرب رئيس رابطة مكافحة التشهير، جوناثان جرينبلات، عن غضبه من البيان "المربك والمثير للقلق"، على حد وصفه، والذي يعد سابقة هي الأولى من نوعها. واستنكر المدير التنفيذي لمركز فرانك آن (المناهض للعنصرية والتمييز ومعاداة السامية)، ستيفن جولدشتاين، بيان الرئيس الأمريكي قائلاً: "كيف نسيت، سيدي الرئيس، أن 6 ملايين يهودي قتلوا لمجرد أنهم يهود؟ واخترت تعبيرًا مبهمًا يصفهم ب"الأبرياء"، لقد كانوا يهودًا، سيدي الرئيس". ولا يعد إغفال ذكر اليهودية في ذكرى الهولوكوست، المرة الأولى التي تشن فيها رابط مكافحة التشهير هجومًا على ترامب، مطالبة الرئيس بتذكر مقولته بأنها "فظائع التاريخ" حيث أدانت المنظمة في وقت سابق استخدام ترامب لشعار "أمريكا أولاً"، والذي يعود أصله لجماعة انعزالية في الأربعينيات، قادها بعض المتعاطفين مع النازية. صهر ترامب أثار زوج ابنة المرشح الجمهوري دونالد ترامب غضبا بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين بسبب استغلاله قصة أجداده الناجين من الهولوكوست من أجل الدفاع عن دونالد ترامب. وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن جاريد كوشنر زوج إيفانكا ترامب والذي يعمل كمستشار لدونالد ترامب تعرض لهجوم حتى من أفراد عائلته لأنه كتب مقالًا دافع فيه عن دونالد ترامب خصاة فيما يتعلق بتصريحاته العنصرية - حيث كتب في مقاله: إن "مسألة العنصرية ليست مجرد كلام فلسفي، فأنا حفيد ناجين من الهولوكوست". واستمر في القول: إنه "من المهم للناس أن يفهموا تاريخ عائلته كيهودي، وإنه لا يستخف بأي حديث عن العنصرية، ولكنه يعرف الفارق بين العنصرية الحقيقية والأفعال التي تتصف بالعنصرية وتشكل خطرًا على الناس وبين التصريحات السياسية التي تهدف لجذب أصوات الناخبين فقط". من جهة أخرى ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن مقال كوشنر ودفاعه عن ترامب سيتسبب في موجة كراهية جديدة لليهود بربطهم بدونالد ترامب المثير للجدل، كما أن استخدامه لقصة الهولوكوست يعتبر استهزاء بالمحرقة. جيرمي كوربين في سبتمبر 2016، واجه رئيس حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين موجة غضب من إسرائيل والعديد من المنظمات اليهودية بعدما رفض دعوة إسرائيلية لزيارة متحف الهولوكوست بالقدس. وذكرت صحيفة "التليجراف"البريطانية، أن الدعوة قدمها أيزاك هيرتسوج رئيس حزب العمال الإسرائيلي، في أبريل الماضي في نفس الفترة التي شهدت اشتعال الجدل في بريطانيا بسبب تصريحات معادية للسامية أطلقها قيادي حزب العمال كين ليفينجستون قارن فيها بين هتلر والصهيونية. وكانت الدعوة وُجهت لكوربين بعدما علَّق حزب العمال البريطاني عضوية ليفينجستون، وقال هيرتسوج: إن "الدعوة موجهة حتى يرى كوربين إن أخر مرة تم فيها تهجير اليهود قسرًا لم يكن لإسرائيل بل إلى موتهم". ولكن بحسب الصحيفة، لم يرد كوربين على الدعوة لعدة أسابيع قبل أن يعلن في النهاية رفضه الأمر الذي أثار غضب رئيسة جمعية أصدقاء إسرائيل في حزب العمال جوان رايان، كون حزب العمال تربطه بإسرائيل علاقات صداقة، ومعظم رموزه من اليهود.