الدكتور على مصيلحى، وزير التموين فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك، الذى تسبب فى انهيار منظومة دعم السلع، عاد مرة أخرى لينضم إلى حكومة شريف إسماعيل حتى يستفيدوا من خبراته فى الفشل. وكانت البداية قراراته التى بشّرت بثورة الفقراء الباحثين عن رغيف العيش، حيث قرر فجأة إلغاء التعامل مع بطاقات التموين الورقية التى يصرفون بها نقاط الخبز، مما أدى إلى تقليل حصة الفرد من رغيف العيش إلى ثلاثة أرغفة، بدلا من خمسة مع تقليل وزن الرغيف من 100 جرام إلى 85 جراما، مما أدى إلى مظاهرات حاشدة فى عدة محافظات مثل الإسكندرية والجيزة والمنيا، وتجمهر الفقراء أمام مكاتب التموين، مطالبين بحقهم فى رغيف العيش، الذى هو أساس حياتهم. ولولا تدخل الأمن فى الوقت المناسب لاستغل البعض هذه المظاهرات لتصل إلى أعمال تخريبية، بعد أن أوقفوا حركة المواصلات وترام الإسكندرية. والغريب أن مديريات التموين بتلك المحافظات أبلغت أصحاب المخابز بتقليل حصص الدقيق، وبالتالى قلة إنتاج الرغيف المدعم من 3000 رغيف يوميا إلى 500 فقط، وهذا ما أدى إلى حصول المواطن على ثلاثة أرغفة فقط. وذلك كله بسبب قرار الوزير الفاشل بعدم التعامل مع بطاقات التموين الورقية، وبسبب تقاعس شركات إصدار البطاقات الذهبية لأكثر من عامين، مما يؤكد شبهة فساد فى منظومة دعم السلع التموينية. وما كان من المصيلحى هذا إلا أن اجتمع أمس الثلاثاء، مع مديرى التموين بتلك المحافظات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لوقف التظاهرات التى تطالب بإسقاطه، ثم عقد مؤتمرا صحفيا يؤكد فيه عودة الخمسة أرغفة للمواطن من اليوم، وذلك قبل أن تحدث ثورة للجياع فى مصر.