مأساة إنسانية امتدت وقائعها لنحو 40 عامًا، يعيشها يوميًا أكثر من 2000 مواطن في جزيرة محروس بمركز أخميم، شرق محافظة سوهاج، بسبب عدم وجود مياه شرب نقيه، بل يعتمدون فقط على مياه الطلمبات الحبشية التي تسري كالسم في أجسادهم، ومن تجرأ على ملئ جراكن المياه وحملها على ظهره من القرى المجاورة، حبسه المحافظ بتهمة "المتاجرة"!!. يقول الحاج محمود عمري، 82 عامًا: "نعيش في العذاب ولا نجد مياه شرب طوال اليوم، رغم أن خطوط المياه الرئيسية قريبة منا للغاية، ولكن المحافظة تتعنت في توصيل المياه"، وتضيف ابنته: "مياه الطلمبات الحبشية كادت أن تقتلنا بسبب ارتفاع نسبة الأملاح بها، وأذهب يوميا لجلب المياه من المناطق المجاورة لنا من أجل الغسيل وإعداد الطعام". شعيب عبد العظيم مدير مدرسة، قال ل"التحرير": "ذهبت لجلب المياه في جراكن وتصادف مرور المحافظ أيمن عبد المنعم فأمر بضبطي وتحرير محضر ضدي متهمني ببيع المياه، فقلت له يا سيادة المحافظة دي مياه شرب جلبتها لي ولأولادي فقال لي قول الكلام ده في قسم الشرطة وخرجت ساعتها بكفالة 100 جنيه"، مضيفًا: "كورنيش النيل ملكًا لنا كمصريين ويمر بالجزيرة، ولكن المحافظة أخذته منا منذ سنوات لكي يتم إنشاء كورنيش للمواطنين ورضينا بذلك وجزاءنا نشرب مياه صرف صحي". وذكر عمر فتحي: "ليست وحدها مشكلة مياه الشرب فبرك الصرف الصحي أمام المعهد الأزهري بالجزيرة وعدد من المناطق منتشرة بصورة غير آدمية بسبب اعتمادنا على طرنشات الصرف الصحي المنزلية، والروائح الكريهة تملئ الجزيرة ما يهددنا بالأمراض". أما اللواء محمد بدري رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي، فقد تخلى عن مسئوليته وألقى بها على الوحدة المحلية، قائلًا: "حل مشكلة مياه الشرب بالجزيرة يخضع لحصولهم على موافقات من الوحدة المحلية بالمدينة، وعليهم بالبدء في استخراج الموافقات اللازمة وعقب الحصول عليها سيتم العمل على تنفيذ خطوط المياه".