كتبت - هدى بسيوني انتشرت الكلاب الضالة في شوارع الإسكندرية، وأصبحت عروس البحر المتوسط أرضا خصبة للكلاب، وسط تعدد حالات الهجوم الشرسة على المارة. وتسببت تلك الظاهرة في فرض حظر التجاول بالقرى التابعة لحي العامرية، والقباري وأبو تلات بالعجمي، ومناطق الكيلو 21، فلا يستطيع سكان تلك المناطق السير في الشوارع عقب صلاة العشاء. ولم يسلم من خطر الكلاب الضالة صغير أو كبير، "أمجد محمد سعيد"، التلميذ بالصف الثالث الابتدائي، دفع حياته ثمنا لانتشار الكلاب المسعورة بشوارع العامرية، وذلك أثناء عودته من المدرسة عقره أحد الكلاب، ونقله أحد المارة إلى مستشفى العامرية العام، يوم السبت الماضي، وتم حقنه وتنظيف الجرح، لكن الطبيب المعالج أوصى بسرعة نقله إلى مستشفى رأس التين؛ لإعطائه المصل الخاص بتلك الحالة، ولم يتحمل الطفل الانتظار للصباح ليفارق الحياة. وفى مطلع الشهر الجاري، هاجمت 6 كلاب بقرية أبيس سائق يدعى يحيى السيد إبراهيم 40 عاما، أُصيب بصدمة عصبية، نُقل على إثرها للمستشفى الميري، ثم إلى رأس التين العام، وتم حجزه لصباح اليوم التالي لعدم وجود المصل. وقال الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إن إجمالي عدد الحالات التي هاجمتها الكلاب خلال عام 2016، بلغ 20690 حالة، و1555 حالة خلال شهر يناير الماضي. وأوضح مصدر بنقابة الأطباء بالإسكندرية، أن المصل المُخصص لعلاج تلك الحالات متوفر في ثلاث مستشفيات فقط بكميات محدودة، هي رأس التين، الجمهورية العام، والعامرية. من جانبه، نفى الدكتور يوسف عبد الحميد، مدير الطب البيطري بالإسكندرية، انتشار الكلاب الضالة في الفترة الأخيرة مثل السابق، موضحا أن الطب البيطري حقق تقدما ملحوظا في مكافحة تلك الظاهرة بنسبة 80%. وأكد "عبد الحميد"، في تصريحات للتحرير، "بدأنا في تنفيذ خطة اعتمدناها في أغسطس الماضي مع اللواء رضا فرحات محافظ الإسكندرية السابق، بفحص شكاوى المناطق المُتضررة من الكلاب الضالة، ونرسل لجنة من لكل حي تضع اللحم المسموم للكلاب، ثم يتبعها عمال الحي الذين ترسلهم المحافظة للتخلص من جثث الكلاب". وأشار مدير الطب البيطري بالإسكندرية، إلى أن العشوائيات أكثر المناطق التي تتواجد بها الكلاب، لافتا بأن فرز القمامة من أكثر الأسباب التي تعطل عملية مكافحة الكلاب الضالة بالشوارع، نافيا اختفاء شرطة الخيالة المعنية باصطياد الكلاب المسعورة، مشددا على استمرارها في القضاء على الكلاب بطلقات الخرطوش، لكن لا تُستخدم بكثرة لما تسببه من إزعاج وخوف للسكان. وعن إمكانية اللجوء لعمليات التعقيم للتخلص من الكلاب، أكد أنها تتم على مستوى الجمهورية، لكن تحتاج إلى دعم وميزانية، موضحا "المشروع محل دراسة"، حيث يعتمد التعقيم على تجميع الكلاب بأماكن إيواء لفترة إجراء مثل تلك العمليات.