بدأت أسعار بعض السلع تشهد انخفاضًا بعد ارتفاع جنوني شهدته أسعار كافة السلع في الشهرين الماضيين منذ قرار تعويم الجنيه، وذلك على أثر انخفاض الدولار في الأيام الماضية بنسب تجاوز 15 حتى وصل أدنى من 16 جنيهًا بعدما كان يتجاوز 19 جنيهًا. مصادر مسئولة بإحدى الشركات المصنعة للمحمول - كشفت عن خفض أسعار الهواتف بنسب تتراوح بين 5 إلى 15% خلال الأسبوع الماضي، وذلك عقب وصول الدولار قرابة 16 جنيهًا، مؤكدًا أن المحال التجارية والأسواق الشهيرة لتجارة المحمول بدأت تغيير أسعارها وفقًا للقوائم الجديدة التي تعلنها الشركات بشكل يومي. وأفاد مصدر مسؤول بشركة سامسونج - أن الشركة قامت بخفض أسعار منتجاتها الواردة إلى السوق حديثًا مرتين خلال الأسبوع الأخير بنسبه تراوحت بين 15 و 18%، موضحًا أن الهواتف المحمولة تتأثر سريعًا بانخفاض أسعار الدولار وارتفاعه، لأنها تأتي عبر الشحن الجوي، وليس "البحري" مثل الأجهزة الثقيلة والسلع الغذائية، مضيفًا أن خفض الأسعار تسببت في زيادة نسبة الإقبال على الشراء خلال الأيام الأخيرة. من جانبه قال وليد رمضان، نائب رئيس شعبة المحمول باتحاد الغرف التجارية: إن "شركة سامسونج، أعلنت قائمة جديدة لأسعار هواتفها بعد تراجع سعر صرف الدولار خلال الأيام الأخيرة بنسبة تراوحت بين 18 و 22% على بعض الموديلات، مضيفًا أن تراجع أسعار الدولار أجبر الشركة على خفض أسعار منتجاتها والتي تستوردها بالعملة الصعبة. وبالرغم من حدوث تلك التخفيضات - إلا أن "نائب شعبة المحمول" أكد أنها لم تواكب نسب الارتفاع الذي شهدته منذ تعويم الجنيه والتي وصلت في بعض المنتجات إلى أكثر من 120% منذ بداية عام 2016 نتيجة عدم وجود عملة أجنبية، موضحًا أن "هواوي" خفضَّت أسعار بعض موديلاتها الأسبوع الماضي مرتين بنحو 16%. وأشار إلى أن "لينوفو" لم تخفض أسعارها لأنها كانت تحتسب الأسعار القديمة على متوسط سعر الدولار، لذلك لم تكن أسعارها مرتفعة من البداية، لافتًا إلى أن أسعار (أبل) الرسمية لم تنخفض، ولكن السوق الموزاي انخفض لتجار هواتف أبل إلى 2000 جنيه للأيفون، مشددًا على أن انخفاض الأسعار ستنهي على حالة الكساد التي بلغت 90% لدى بعض التجار والموديلات. في الوقت الذي شهدت فيه تجارة المحمول تغيير في الأسعار، أكدت مصادر مسؤولة بإحدى الشركات العالمية المصنعة للأجهزة المنزلية، أن انخفاض أسعار الدولار يتسبب في أزمة كبيرة لهم في الوقت الحالي، مضيفًا أن ذلك يرجع إلى أن الشحنات التي تعاقدت عليه شركته كانت منذ شهر ونصف - في الوقت الذي كان الدولار يبلغ 18.5 جنيه، ومن المقرر أن تتسلمها في الوقت الحالي الذي يبلغ فيه الدولار 16 جنيهًا. وأضاف "المصدر" أن الشركة مطالبة بخفض الأسعار وفقًا لانخفاض الدولار بالرغم من أنها اشترت المنتجات بأسعار أكثر منذ شهر ونصف، وهو ما يسبب لهم خسارة كبيرة، موضحًا أن الأجهزة المنزلية تأخذ فترة شحن تجاوز 45 يومًا، بالإضافة لفترة الفحص في الجمارك التي تستغرق أكثر من أسبوعين ويدفع عليها "أرضيه". وتابع أن تذبذب الأسعار يسبب أزمة كبيرة للشركات المستورد للأجهزة المنزلية ك(التلفزيونات والثلاجات والبوتاجازات والغسالات)، بعكس استيراد المحمول الذي يتم شحنه عبر الطيران ويمكنه مواكبة تغيرات الأسعار اليومية للدولار، مشيرًا إلى أن استقرار الدولار على ارتفاع أو انخفاض أفضل بكثير من تذبذبه في الوقت الحالي. وكشف "المصدر" عن اختفاء ماركات عالمية أوربية وأمريكية في صناعة الثلاجات والغسالات والبوتاجازات من السوق المصري مثل (بوش ووايت ويل وكلفينتور وويستنج هاوس)، موضحًا أن ذلك حدث بعد تعويم الجنيه وبلوغ الدولار ضعف سعره من 9 جنيهات إلى 18 جنيهًا، لافتًا إلى أن ذلك منح ماركات كورية الاستحواذ على تلك الشريحة السوقية التي كانت تستحوذ عليها الشركات الأمريكية والأروبية. فيما أشار بعض التجار بشارع عبد العزيز إلى أن الأيام الأخيرة بدأت تشهد انخفاضًا في الأسعار، منوهين إلى أن ذلك ليس مرتبطًا بانخفاض الدولار بشكل مباشر بقدر ما هو نتيجة ركود حركة البيع، وأن الدفعات الواردة من الأجهزة خلال الفترة القادمة ستكون بسعر الدولار الجديد، وهو ما يجعل الإقبال عليها أفضل من المُخزَّنة ذات السعر المرتفع، لذلك بدأ بعض التجار إلى خفض أسعارهم.