قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه خلال لقائه فى المناسبات مع شيخ الأزهرِ كان الحوار يدور حول كيفية إعادة الروحانية والفضيلة والقيم والأخلاق، وتبادلا الرؤى في هذا الشأن، مع تبلور ونتج عنه اجتماع اليوم التشاوري بشأن الأخلاق والقيم. وأضاف تواضروس، خلال كلمته بالاجتماع الأول اليوم، بمقر المشيخة، أنه: "يجب أن يكون لنا رؤية إصلاحية لكى نعيد قيم الأخلاق القديمة الخاصة بالإنسانية"، لافتًا إلى أن القيم تبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة، والمسجد والكنيسة والأصدقاء والإعلام، غير أن الظروف تغيرت بمرور الوقت وأصبح الإعلام من خلال شاشات التلفزيون هو الذى يربى المجتمع ثم الأصدقاء، الأمر الذى يتطلب من كافة المؤسسات والهيئات أن تعيد النظر في المنظومة الأساسية للتربية، والتى يجب ان تقوم أولًا على الأسرة. وأشار بطريرك الكنيسة الشرقية، إلى أن المجتمع يحتاج لاحترام الطفل باعتباره "رسالة"، ويجب أن يكون الاحترام من قبل الأسرة لكى يشبع بالحب ويتحصن وعندما تشبع النفس يستطيع أن يواجه كل شئ، مؤكدًا أن الطفل أغلى مادة خام موجودة على أرض مصر، لذلك فالبداية الحقيقة تبدأ من الطفولة. وشدد على ضرورة احترام المرأة، فى كافة مراحل عمرها، من حيث التكوين والنشأة والتعليم، لافتًا إلى أن المرأة المصرية لها مكانة كبيرة في المجتمع، وهى من تصنع الرجال، كما أن مصر خصصت عام 2017 ليكن عام المرأة، وعلينا استغلال ذلك، كما يجب احترام الرموز ففي أي مجتمع توجد رموز وطنية وفي المجالات المختلفة، وتبدأ مرحلة تعليم احترام الرموز من المدرسة وكذلك فى المسجد من خلال الإمام أو في الكنيسة من خلال الكاهن. رفض البابا أي عمل فني يسئ لرموز المجتمع في كافة المجالات، أو يتناولها بسخرية، مؤكدًا أن احترام الرموز ليس قاصرًا على احترام الرموز القريبة ولكن البعيدة منها، حتى في السنوات السابقة، وتابع بأن الفضيلة أهم من المال، ومحبة التربية أصل لكل تقدم، داعيًا كليات التربية للخروج من فكرة المجموع، والخضوع لمعايير خاصة ويتم اختيار طلابها بعناية فائقة.