قال البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن «فكرة مبادرة تعزيز القيم والأخلاق نشأت خلال زيارة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إلى الكنيسة لتهنئة الأقباط بأعيادهم، حيث دار بيننا حوارًا وقتها حول كيفية إعادة القيم الروحية والإنسانية لمجتمعنا، وإظهار الفضائل التي تعلمناها عبر الأجيال، وانتهينا إلى ضرورة عقد اجتماع تشاوري حول هذا الأمر». وأضاف «تواضروس» في كلمته خلال الاجتماع التشاوري لمبادرة «تعزيز القيم والأخلاق»، صباح الثلاثاء، أن «التاريخ يعلمنا الكثير، ويجب أن يكون لنا جميعًا بخبرتنا الثقافية والفنية والحضارية والدينية والوطنية رؤى حول كيفية إصلاح ما فقدناه من قيم كنا نتميز بها في مصر، ونتعلمها في كل مكان، ونعيش بها في حياتنا». وأوضح «الإنسان في تربيته يحتاج إلى خمس محطات، وهي الأسرة، والمدرسة، والمسجد أو الكنيسة، والأصدقاء، والإعلام، فهذه المحطات بالترتيب تنشيء إنسانًا صالحًا، لكن ما نراه عبر السنوات الأخيرة هو أن هذا الترتيب انعكس حيث صار الإعلام هو المربي، وأصبحت الأسرة في النهاية؛ بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة». وشدد على ضرورة احترام الأطفال، باعتبارهم مادة خام للمجتمع الصالح، وكذلك أيضًا المرأة، قائلًا: «المرأة هي نصف المجتمع، والمسؤولة عن التربية، ولها مكانة كبيرة جدًا، ونشهد أنها صانعة الرجال في مصر». وأكد أيضًا ضرورة احترام الرموز في المجتمع، والتي تبدأ بالأم والأب في الأسرة، ورجل الدين في المؤسسات الدينية، والمعلم في المؤسسات التعليمية، قائلًا: «أنا شخصيًا أرفض أي عمل فني أو ثقافي يظهر الرموز بصورة ضحلة أو تدعو للسخرية».