أكد د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن المجتمع المصري كان منكوبا قيميا وأخلاقيا في عهد ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، مشيرا إلى أحد التقارير الدولية التي شارك في مناقشتها قبل قيام الثورة بستة أشهر بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء والذي احتوى على دراسة شملت 93 دولة بما فيها مصر وتونس والمغرب ولبنان وكان من نتيجتها أن حصلت مصر فيها على درجات متدنية للغاية في مستوى القيم بعكس ما درج التعارف عليه من انتشار القيم الروحية والأخلاقية في المجتمع المصري. وأضاف من خلال حلقة أول أمس من برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" على قناة "cbc' الفضائية أن هناك إحدى الجمعيات الأهلية الكبرى بمنطقة المعادي وحلوان بصدد الإعداد لمشروع كبير يشارك فيه من أجل العمل لاستعادة القيم والأخلاق في المجتمع المصري من أجل إعادة بناء الإنسان المصري من جديد ومنها قيمة العمل الجاد، وقيم الإتقان والأمانة والصدق، وقيم احترام الآخر والرأى المخالف، وقيمة التعايش، وقيمة حب العلم، وغيرها من القيم الكثيرة التي لم يعد لها وجود عند الكثيرين. ووصف د. المهدى القيم بأنها الدستور الأخلاقي لأى مجتمع، مؤكدا أنه يعد دستورا موازيا للدستور الذي يحكم الشعب والذي يكثر الحديث حوله ويعطى له من الاهتمام ما لا يعطى للدستور الأخلاقى، مؤكدا أن ما يحفظ للمجتمعات الغربية تماسكها وتقدمها وازدهارها حتى الآن هو وجود منظومة الأخلاقيات بداخلها ومنها أخلاقيات المهنة وأخلاقيات التعامل مع الآخر والتي نفتقدها كثيرا في مجتمعنا.
كما قال إن الشعب أقوى من السلطة ومن النخبة معا، حيث إن الشعب هو الذي يفرز القيادة التي تعمل على تحقيق أهدافه من خلال التعاون فيما بينهما، مشيرا إلى أن مؤسسات المجتمع المدني قد تحررت من الضغوط الأمنية، الأمر الذي يمكنها من التعاون مع صناع القرار السياسي من أجل تنفيذ الأفكار والمشروعات الكبرى ومنها مشروع إعادة بناء الإنسان. وفي السياق نفسه قالت الدكتورة زينب شاهين أستاذ علم الاجتماع وخبير قضايا الأسرة والمرأة والطفل إن العصر الذي نعيشه في ظل ثورة معلوماتية هائلة ومتشعبة من جميع الاتجاهات الأمر الذي يقتضي القيام بعملية غربلة بين الوافد والتراث، مؤكدة أن هناك الكثير من القيم النابعة من الدين كقيم العمل والإتقان، وقيمة النظافة، وقيم الترشيد وعدم الإسراف والتي هى بمثابة تعزيز قوي للتنمية والتقدم. وأضافت أن من آليات وأدوات النهوض بالعملية التعليمية المنوط بها بث القيم والمثل العليا و التجانس والتناغم بين المؤسسات التعليمية أو مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل المؤسسات الدينية والمؤسسات التربوبة ووسائل الإعلام، مؤكدة على ضرورة مشاركة الأفراد في عملية صنع القرار وعدم التفرد بالرأى من قبل أجهزة ومؤسسات الدولة مثلما كان يحدث قبل ذلك ويعيق عملية التنمية الاجتماعية. http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=5PeZT5IZ8fM