قال الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن هناك محاولات غير ناجحة حتى الآن لاستبدال الهوية الوطنية بالهوية الدينية، وأن هناك حالة من الاستقطاب الديني داخل المجتمع المصري سواء داخل الدين الواحد أو ما بين الدين الإسلامي والدين المسيحي، واصفا إياها بالاستقطاب غير الحميد، محذرا من ضرره الشديد لمصر والمصريين. وقال إننا نعيش حالة أسماها مرحلة الرسوب في اختبار الحداثة، موضحا أن ما وصل إليه الفقهاء أمثال محمد عبده وجمال الدين الأفغاني من حل الكثير من الإشكاليات في أوائل القرن العشرين من الموائمة بين صحيح الدين والتحضر إلا أنه قد بدأت معاودة مناقشته تلك الإشكاليات من جديد في نهاية التسعينيات. وفى السياق نفسه، أكد الدكتور سعد الدين هلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أنه لا يجوز شرعا ممارسة القهر المؤسسي على الأفراد فيما يخص الدين، مؤكدا أن القهر يصنع قنابل موقوتة ويولد الانفجار، ومشددا على أن الدعوة لا تكون إلا من خلال النصيحة والإقناع. وحذر هلالي من خطورة أن ينسب من يستنبط الفقهاء المجتهدين الآراء والأقوال التي يستنبطونها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والتي هى فكر بشري إلى الله عز وجل، مستشهدا بقول الإمام الشافعي رحمه الله: "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب". وأشار إلى أن الإسلام لا يظهر صورة المسلم وإنما صورة الإسلام تتعدد بتعدد سلوك المسلم مع الأخذ في الإعتبار إختلاف تعليمه وثقافته وخبراته الحياتية. وأضاف من خلال حلقة أول أمس من برنامج "الستات ما يعرفوش يكدبوا" على قناة cbc"" الفضائية أن النصوص القرآنية جاءت لتيسير أمور البشر لا تعقيدها، رافضا أى نوع من أنواع المغالاة والمزايدة في تطبيق النصوص . كما أوضح د. هلالي أن الخلاف ما بين الإخوان والسلفيين هو خلاف صوري ليس إلا، مؤكدا على أن صحيح الدين في واقع الأمر هو سبيل من سبل التفارب لا التباعد والفرقة، نافيا أن يكون الأزهر الشريف قد فقد دوره التنويري، ومشيرا إلى أنه هو الجامعة الوحيدة متصلة العطاء من يوم نشأتها حتى الآن بخلاف الجامعات الأخرى شاهد الفيديو http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=im4PINi8FEQ