دكتور/ محمد زين العابدين عبد الفتاح تتكامل المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية لتشكيل هوية المجتمع وصياغة توجهات أفراده في شتى الاتجاهات، وتمثل الأسرة المؤسسة التربوية الأولى، والنواة الأساسية التي تؤثر بشكل كبير في التنشئة الاجتماعية للفرد، ثم المدرسة حيث تعد المؤسسة الرسمية التي تصيغ قيم وتوجهات الدولة والمجتمع في نفوس الناشئة، وتعمل جنباً إلى جنب مع بقية المؤسسات التربوية والاجتماعية الأخرى كالمسجد والكنيسة ووسائل الإعلام لتحقيق ذلك. وفي المجتمع المدني الحديث أصبحت تربية المواطنة أساساً من أسس بناء المجتمع، وتنطلق في المجتمع المسلم من احترام المبادئ الإسلامية والقيم الاجتماعية وحرية التفكير وحرية الرأي والتعبير، وتهدف في نفس الوقت إلى تمكين المواطنين من فهم أنفسهم وأوطانهم والعالم من حولهم، وفهم ثقافتهم واحترام ثقافات الآخرين. إن حس الانتماء للدين وللوطن يضفي على نفس الفرد الاطمئنان والاستقرار، وفقدان هذا الحس يؤثر على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للوطن، وبالتالي فإن التربية والتنشئة على الانتماء للدين والوطن بدءا في ذلك من الأسرة يعد من أهم عوامل التنمية في المجتمعات. ولكي يتم ذلك فإنه من الضروري التركيز على مؤسسات المجتمع التربوية لتعزيز تربية المواطنة وعقد اللقاءات والندوات والمؤتمرات الوطنية التي تؤصل هذه الرسالة وترسخ معانيها في نفوس أبناء المجتمع على اختلاف أدوارهم. لقد خيمت العولمة بظلالها على كثير من المجتمعات والدول المعاصرة، ونتيجة لذلك برزت إشكالات عديدة بعضها يرتبط بضعف الانتماء للوطن وضياع الهوية الذاتية، وأضحى لزاماً على مؤسسات التربية أن تبادر بإصلاح الخلل والعمل على تعزيز انتماء الفرد لوطنه، ووقوفه لمواجهة التيارات التي تهدد أمنه واستقراره ووحدته، ونظراً إلى أن المؤسسات التربوية متكاملة في طبيعتها وآليات عملها، كان لزاماً على تلك المؤسسات أن تنظر بعين الاعتبار إلى كيفية التنسيق في عمل مشترك تربطه أهداف موحدة وتنتظم رؤاه آليات تطبيقية، ومن هذا المنطلق يجب علينا تحديد وظائف المؤسسات التربوية وأساليب التنسيق بينها من أجل تعزيز تربية المواطنة، ويشمل ذلك المؤسسات التالية: يبع إنشاء الله