وحيد الطويلة: الأدب السياسى يعانى عالميًّا.. وهمنجواى نفسه تعرض لمضايقات تحت عنوان «الرواية فى ضوء الواقع السياسى الراهن» شاركت الدكتورة سهير المصادفة، والكاتب وحيد الطويلة، والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل، والكاتبة صفاء عبد المنعم، فى ندوة بمعرض الكتاب، عن الرواية السياسية، هذا النوع الذى ظهر بشكل كبير مؤخرًا. الدكتورة سهير المصادفة قالت إن الرواية لها دور بارز دائما، وهناك عدد من الروايات توقع بالثورة قبل أن تبدأ، وأعطى حلولا سياسية للحظات بالغة الأهمية، إلا أن الساسة فى مصر لا يهتمون بالأدب، ولأهمية الأدب قرر معرض الكتاب استضافة الكاتب وحيد الطويلة، والكاتبة صفاء عبد المنعم، والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل، لمناقشتهم فى هذا الشأن. الدكتور محمد السيد إسماعيل تحدث عن الرواية وعلاقتها بالثورة، قائلا إن الرواية فى الأساس بحث وجهد، بجانب الخيال الذى تعتمد عليه الروايات بشكل عام، كما أن الرواية لا يمكنها التعامل مع الثورة وربطها بالأدب بشكلها الحالى، لأن البعض قال إن المثقف لم يكن له دور فى الثورة وهذا غير حقيقى على الإطلاق، مضيفا أن عددا من الروايات كتب قبل الثورة بسنوات، تنبأ بالثورة بشكل أدبى مميز جدا. إسماعيل أضاف أن على الكتّاب دائمًا أن يكتبوا عن الثورة وهم على مسافة من الأحداث الجارية، حتى لا يقعوا فى فخ ترديد ما هو شائع، والابتعاد عن الكتابة الأدبية، كما أن على الكتّاب أن يفرقوا بين أيديولوجية الكتابة، وأيديولوجية الكاتب، فنجيب محفوظ على سبيل المثال كان له رأى سياسى داعم لاتفاقية كامب ديفيد، ورغم ذلك لا يظهر هذا أبدا فى روايته «يوم مقتل الزعيم»، لافتًا إلى أن أيديولوجية الكاتب تجعل العمل مجرد نص دعائى مباشر، وليس أدبيا بالشكل المتعارف عليه. من جانبها قالت الكاتبة صفاء عبد المنعم إن المبدع كأى مواطن آخر، يعانى الأزمات نفسها التى يعانيها أى مواطن، إلا أن الاختلاف الوحيد هو أنه يعبر عن طاقاته من خلال الكتابة، مضيفة أنها كتبت رواية عام 2003، بعنوان «ريح السموم»، وتنبأت بما جرى فى مصر خلال الثلاثة أعوام الماضية، من فقدان المصرى لهويته، ومحاولة نشر الأفكار الوهابية، وربط الإسلام بالحجاب، وبالفعل عاصرت مصر كل هذه الأحداث بعد أعوام من كتابتها الرواية. الكاتب وحيد الطويلة قال إنه قابل الشاعر عبد الرحمن الأبنودى وقتما كان يكتب رواية «أحمر خفيف»، وسأله عن الرواية التى يكتبها، وبعدما حكى له عن فكرتها، سأله هل هذا هو الشعب المصرى، وأجابه نعم، مضيفا أنه يرى أن هذا هو دور المثقف فى واقع الأمر، أن يعبر عن الشعب، أن يكون عينا ترى ما لا يراه كثيرون غيره. الطويلة أضاف أن الرواية السياسية تعانى دائمًا فى كل بلدان العالم، ومن بين من عانوا همنجواى، الذى يكتب فى بلد الحرية، ورغم ذلك تعرض لكثير من المضايقات لما تحمله رواياته من أفكار سياسية، مشيرًا إلى أن هناك نوعين من الرواية السياسية، رواية مباشرة كالتى كتبها نجيب محفوظ وفتحى غانم، ورواية التخيل السياسى التى تكتب بشكل أكثر أدبية، وتتناول فكرة سياسية بشكل غير مباشر. الطويلة أوضح أنه عاش تجربة فى تونس كانت أقرب إلى المنفى، كتب هناك رواية «باب الليل» فى المكان الوحيد الذى ما زال به إنسانية فى مجتمع عملى كتونس، وهو المقهى، واصفًا نفسه كاتب مقاهٍ بالأساس، ولم يحاول أن يكتب فى أى مكان آخر غير المقاهى، مضيفًا أنه كتب عن تونس لأنها عانت قمعا شديدا جدًّا، يشبه ما عاشته مصر، ويمكن أن تكون عانت أكثر من مصر، حتى إن الشعب كله كان لديه هوس بمباريات كرة القدم بين فرق محلية ضعيفة المستوى، لأن لا أحد يستطيع أن يتفوه بكلمة واحدة عما تعانيه تونس قبل ثورتها.