مكاوى سعيد: كتبت عن 12 شخصية بينهم من ماتوا فى الثورة.. وكثير من دور النشر تخوَّفوا من نشر كتابى عدد كبير من أصدقاء ومحبى الكاتب مكاوى سعيد احتفلوا معه بدار «التنوير» بكتابه الجديد «كراسة التحرير» الصادر عن الدار «المصرية اللبنانية»، الذى يوثق لكثير من الأحداث التى وقعت خلال أيام الثورة، وما بعدها وصولا إلى فترة حكم محمد مرسى لمصر. الباحث والكاتب الدكتور عمار على حسن، قال إن مكاوى سعيد كتب لسنوات طويلة، دون أن يلتفت إليه أحد، إلا بعد اختيار روايته بالقائمة القصيرة للبوكر، وهذا ما يعانيه المجتمع المصرى دائما، من عدم الاهتمام بمبدعيه، قبل أن يلتفت إليهم إحدى لجان التحكيم بجائزة هامة، مضيفا أن كتاب «كراسة التحرير» يعتبر استعادة لكتاب «مقتنيات وسط البلد»، الذى اعتمد فيه الكاتب على دمج الواقع بالخيال، وهذا هو الأدب الحقيقى، بحيث لا يكون فقط مرآة للواقع. عمار على حسن أضاف أن الكاتب يطرح سؤالا هاما من خلال «كراسة التحرير» خاص بتصنيف العمل، فهو دائما يرفض الكتابة فى قالب جامد، ويجدد دائما فى ما يكتبه، فى الوقت الذى يريد فيه البعض تصنيف كل ما يكتب، إما لقصة أو رواية، أو أى شكل آخر من أشكال النصوص الأدبية. كما أشار صاحب رواية «سقوط الصمت» إلى أن هناك من يقول إنه لا يجب الكتابة عن الثورة، خصوصا الكتابات السردية، لا سيما الروايات، إلا أن هناك مدرسة أخرى تقول إنه كلما كان الكاتب مشاركا فى الحدث، كانت الكتابة أفضل، حيث تكون التفاصيل ما زالت واضحة بذهنه، بالإضافة إلى أن التأجيل يفقد حداثية القضية التى يكتب عنها، مضيفا أن الثورة عمل مكتمل فى حد ذاته، وبالتالى انتظار اكتماله عبث، فهى فى حد ذاتها اكتمال لعمل حُضّر له منذ سنوات، وقد يرى الكثيرون ذلك فى أعمال سينمائية مثل فيلم «هى فوضى»، و«حين ميسرة». وعن دور الأديب تجاه المجتمع، قال عمار على حسن إن الأديب دوره تسجيل صوت من لا يلتفت إليهم أحد، ولا يسمع صوته السلطان، ومن هذا الجانب جاء كتاب «كراسة التحرير»، حيث كتب مكاوى سعيد عن شخصيات يعرفها المجتمع منهم كمال خليل، وآخرون مهمشون، وأطفال شوارع، كالذين ظهروا فى رواية «تغريدة البجعة» من قبل، لافتا إلى أن الكاتب يرفض الاكتفاء بالوصف الظاهرى لهم، بل يتغلغل فى أعمال نفوسهم، موضحا أن «كراسة التحرير» بداية للكتابة عن الثورة، وقطعًا سيكتب مكاوى عملا أدبيا عن الثورة فى ما بعد. أما الكاتب مكاوى سعيد وقبل بداية الحديث عن محتوى كتابه الصادر حديثا، وجّه الشكر للدار الناشرة «المصرية اللبنانية»، لإصدارها الكتاب بشكل أفضل مما تخيله، بالإضافة إلى عدم تخوفها من نشره، بعد رفض الكثير من دور النشر طباعته لأسباب سياسية. وعن «كراسة التحرير» قال مكاوى سعيد «كنت أكتب ملاحظاتى فى كراسة خلال أيام الثورة، ومن هنا جاءت تسمية الكتاب بكراسة التحرير»، مضيفا أنه قرأ 13 كتابا تتناول أحداث الثورة، واستبعد أى ملاحظات متشابهة بين كتابه والكتب الأخرى، حتى لا يجد القارئ تفاصيل مكررة، مضيفا أنه كتب عن دور النبات، والجماد، والألوان فى الثورة، كما كتب أيضا عن مكان احتجاز الأسرى خلال ال18 يوما، بجانب الكتابة عن الأولتراس ودورهم فى المشاركة. سعيد أضاف أنه كتب فى «كراسة التحرير» عن 12 شخصية بالكتاب، من بينهم من ماتوا فى الثورة، ولم يلتفت إليهم أحد، كما كتب فصلا عن أسماء الشوارع، وتاريخها، خصوصا بعدما وجد وكالات الأنباء الأجنبية تذكر أسماء الشوارع بشكل خاطئ، مشيرا إلى أنه معنىٌّ دائما بالجانب الإنسانى أكثر من السياسى، لذلك فقد كتب عن العلاقة الإنسانية، التى قد تبدو غريبة إلى حد ما، بين عسكرى الأمن المركزى والثائر، وأيضا علاقة البلطجى بالثائر.