عزمى عبدالوهاب وقع الروائي المصري مكاوي سعيد كتابه الجديد "أحوال العباد" الصادر عن دار "نون" للنشر والتوزيع، في احتفالية أقامتها مكتبة ديوان بالقاهرة، وسط حضور عدد من قراء ومحبي الكاتب. "أحوال العباد، كتابة خارج التصنيف" هكذا فضل سعيد أن يكون كتابه خارج التصنيفات الأدبية، وعن أسباب ذلك قال "لم أستطع أن أصنف الكتاب في جنس أدبي بعينه، لأنه عبارة عن مقالات قصصية مجمعة كتبتها ونشرتها في عدة صحف ومجلات مصرية وعربية، وهي مقالات أساسها الحكاية لكنها بعيدة عن الفن القصصي المحكم، فأنا لا أحب الكتابة السياسية، ولذلك عندما طلبت مني الأهرام أن أكتب مقالا أسبوعيا، كتبت مقالات أقرب إلى الحكايات، فليس شرطا أن أكتب في السياسة مباشرة لكنني عبّرت عن أفكاري من خلال الحكاية". وأوضح سعيد أن "أحوال العباد" إضافة حقيقية لمسيرته الأدبية وأنه يكتب على غرار الأديب الكبير يحيى حقي، حيث كان حقي يقوم بتجميع مقالاته التي لا تنتمي إلى الكتابة السياسية في كتب مثلما يفعل مكاوي الآن. هل يمكن اعتبار مكاوي سعيد صاحب مشروع قائم على كشف معاناة الناس؟ سؤال وجهه أحد الحضور لصاحب "تغريدة البجعة" فرد قائلا "هناك أدباء يكتبون ما يبهج الناس وآخرون يكتبون ما يعانون منه، فضلت أن أكشف معاناة الناس ربما لأن الجيل الذي أنتمي إليه عاش مآسي كثيرة، وربما لأنني أؤمن بأن الإبداع ابن المعاناة". وتطرق سعيد في حديثه إلى الكتاب الشباب حيث قال: إن هناك كتابا مبشرين ومن الممكن أن يحققوا ما لم تستطع الأجيال السابقة أن تحققه، مرجعا ذلك إلى الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة التي جعلتهم يطلعون على الأدب الغربي وكذلك تزايد دور النشر الخاصة. وفي نهاية حديثه قال سعيد إنه يشرع الآن في كتابة رواية جديدة، مشيرا إلى أن أحداث الثورة لن تكون جزءا من روايته الجديدة، معللا ذلك بأن الأعمال الروائية عن الثورة تحتاج إلى فاصل زمني طويل حتى تعبر عن أعماق الحدث الثوري. يضم كتاب "أحوال العباد" مجموعة من الحكايات الطريفة والباسمة وأخرى قد تصل بنا إلى حافة الألم والعذاب، يسردها الكاتب، مستعرضا فيها خبراته ودقة ملاحظاته وقدرته على التواصل مع عالم المهمشين من خلال وصفه الدقيق ومهارته في رسم الشخصيات.