يعنى إيه عادى؟ تقدر تقول، إنسان متوسط ومعتدل، وكل اللى توحيلك بيه الكلمة. وماتنساش أنا مش أى عادى.. أنا مصرى! فول وطعمية وكشرى، أحب الملوخية والمحشى.. أولوياتى لقمة العيش، سواء كنت أبا أو أما، أحوش عشان دخول المدارس سواء حكومى ولّا خاص. أحوش للمصيف، سواء كان المعمورة ولّا ميامى.. ولّا للساحل ومستلزماته. أقضى الشهر، وأتمنى الستر، ولو انصلح الحال شوية أبحبحها شويتين، تعليم أعلى للعيال، نوادى يلعبوا.. ولو كنت لسه فى البداية، فأنا بأدور على شغلة كريمة، وأتمنى أكوّن أسرة أقدر أراعيها. باحب الكورة واشجع الأهلى أو لسه باشجع الزمالك! باستنى ماتش المنتخب عشان أرفع العلم واهتف باسم مصر. بالنسبة لاهتماماتى الثقافية، تقدر تقول مابجريش ورا حاجة، لا كتاب معين ولا مسرح. إلا لو لقيت قصادى حاجة كويسة، يعنى كتاب لشيخ، يفتينى ويجيب على تساؤلاتى، ولّا شوية نصايح لتطوير ذاتى، وكيف تصبح مليونير وكده، أو طبيخ ونصائح أسرية. على فكرة أنا بأصلى وأصوم، وأزكى مهما كان حالى، ماشى فى حالى وراضى. السياسة لا تودى ولا تجيب بالنسبة لى، لم أهتم بها ولم يهتم بى يوما حد من أهلها. أنا كبيرى قاعدة شلة، فى صالون ولّا قهوة، دردشة على أى موضوع يكون كل الناس بتتكلم فيه. يعنى تقدر تقول أنا كل الناس فى مصر ما عدا قلة! لما قامت الثورة، اتفاجئت لكن بالتدريج صدقت، وعلى فكرة سواء شاركت ولّا لأ.. سواء خفت منها ولّا هللت.. كنت من جوايا باتمنى أن شىء..أى شىء يتغير. مع أنى لا عمرى آملت فى التغيير، بس ساعتها حسيت زى ما أكون كنت مستنية. نزلت احتفل بزوال مبارك، واشتريت علم وفرحت، حتى لو كانت أول مرة أنزل التحرير. الدوشة بعد يناير قلقتنى، لا أمن ولا أمان، والناس طايحة فى بعضها، قلقت على كل اللى حيلتى، سواء كان قليل ولّا كتير. ماعرفتش رايحين فين؟ حاجات كتير اتقالت مافهمتهاش، ناس كتير اتكلمت ومابطلتش كلام. وناس وقعت وماحدش لحقها ولا سأل فيها. اللى عاوز حاجة يعملها، واللى عنده كلمة يقولها، وان ماتسمعش، يزعق ويحدف طوب! اتخضيت.. اتلخبطت، والعادى اللى جوايا اتحرك شوية فى اتجاه.. أى اتجاه حسب اللى شدنى أكتر. فضل جوايا خوفى على بكرة، أو خوفى منه.. لكن برضه فضل أملى فيه. من محطة لمحطة، أدور على تيار يحدفنى فى ناحية، ولّا كلام أصدقه وامشى وراه. وعرفت طريق الصندوق، مرة فى مرة لغاية ما تعبت. وقفت أسبّ.. إنتو فاكرنّى إيه؟ مش كفاية غيرت كل حياتى، أسمع وانزل، أروح واجى، وكل مرة ترجعونى لنفس النقطة. إنتو فاكرين لسه هاسمع كلامكم وجعجعتكم، شعاراتكم.. ومصالحكم؟! آه مصالحكم وطموحكم وتعويضاتكم الشخصية.. مستغربين؟ أمال كنتم فاكرين إيه؟ وراكم مالقتش غير سراب.. إنتو سراب.. ظواهر صوتية.. لا تودى ولا تجيب، مانابنيش منكم غير الإحباط. سواء كنتم ولّا سميتوا نفسكم، ثورجية ولّا نخبة وزعامات، إفهموا.. أفهِّمكُم إزاى؟ ليه افترضتم إنى لازم أمشى وراكم على طول الخط، لا أقف ولا أتلفت، ولا أسمع من غيركم؟ ما انتو سمعتوا للكل مرة عسكر ومرة إخوان، وغيره. عبدتم أصنام، ومشيتوا وراهم مع إنكم طول الوقت بتقولوا يسار وليبراليين وماعرفش إيه! خلاص مابقتش أصدقكم.. ماتستغربوش كلامى، ما أنا بقالى 3 سنين باتعلم. أنا عندى ميزة عنكم، أنا لسه عندى فطرة وحدس.. ودى من أسرار العادى اللى زيى! فطرتى وخبرتى، بتقول إنى لازم أحاول أضمن حياة على الأقل عادية ويظل أملى فى بكره.. وماتهددتش تانى! وراكم! بس إزاى؟ إنتو ماديتونيش الحل، أنا لقيته لما نزلت فى 30 يونيو، وبقه عندى أمل ومصدق! وبصراحة لا أملك حتى إنى أشك... إنتو ماخلتوش حيلتى حاجة! عارفين ليه؟ عشان إنتو ماقدمتوش أى حاجة.. وعلى فكرة، اوعوا تقولوا الشهداء، لأنى لما عرفت وصفهم، لقيتهم منى ومثلى عاديين، غلطتهم إنهم صدقوكم! بصراحة مابقتش أتعاطف معاكم، ولا هادّى ودن تانى لكلامكم.. قولوا عليا اللى تقولوه.. بس ماتنسوش.. إنتو تستاهلوا أده 1000 مرة. أشكركم إنى أخيرا بدأت أفكر واختار.. مش عاجبكم اختيارى؟ طب وانتو كنتو اخترتو إيه ولّا مين وفلح؟ هتقولولى مؤامرة! فكروا كويس هتلاقوا إنكم أتآمرتم على نفسكم وعليا من أول يوم جريتم فيه ورا مصالحكم، وحصتكم فى التركة.. عاوزين مناصب وشهرة ومال ومؤتمرات؟ اشبعوا. أنا بقه خبرتى كمواطن عادى، وخبرة السنوات الأخيرة، وإحساسى بالقادم أهم من كلامكم. أنا باكتب بس عشان أقولكم.. خلاص ماتعملوش حسابى فى خططكم وتحركاتكم، لا مسيرات وهتافات، أو حدف طوب وخلافه.. أنا أملى كبير فى اللى جاى، وربنا مش هيخيب رجائى. وماتستهونوش بيا وتقولوا ضعيف.. أنا اللى نزلت فى 30 يونيو.. ماتنسوش!