أثارت تصريحات اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، عن إلغاء أنفاق السكك الحديدية أسفل قناة السويس، ردود أفعال واسعة بين الخبراء والمهتمين بصناعة النقل البحرى، لا سيما وأن تصريحات "الوزير" جاءت متوافقة مع ما نشرته "التحرير" قبل أسابيع، تحت عنوان: "إلغاء نفقي السكك الحديدية المزمع إنشاؤهما أسفل قناة السويس"، وأشاد عدد من الخبراء بكفاءة الهيئة الهندسية وجرأتها فى الإعلان عن إلغاء النفقين فى هذا التوقيت، بينما انتقد البعض الآخر القائمين على الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإخفاقهم فى وضع دراسة فنية صحيحة للمشروع. من جانبه أشاد الدكتور أحمد سلطان الخبير الدولي في مجال النقل البحري، ومستشار وزير النقل الأسبق بكفاءة رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجميع العاملين تحت قيادته لاتخاذهم هذا القرار الجرىء فى الوقت المناسب، لافتا إلى أن موقف الهيئة الهندسية بصدد هذا الشأن يؤكد لنا مدى وطنية رجال القوات المسلحة وحرصهم على الصالح العام للدولة والشعب المصرى وعدم إهدار أموال الشعب على مشروعات صعبة التنفيذ من النواحي الفنية، بالإضافة إلى الأعباء المالية التي كانت ستلقى على كاهل الدولة المصرية. قال سلطان ل"التحرير"، إنه قد ظهر جليا لقيادات الهيئة الهندسية بعد دراستهم للجدوي الفنية للمشروع، صعوبة تنفيذه، لتكلفته الباهظة وعدم جدواه من النواحى الفنية، لافتًا إلى أن قرار الهيئة الهندسية بتصويب الخطأ وإلغاء النفقين قرار صائب للغاية، حيث إن حفر أنفاق سكك حديدية أسفل القناة غير مجدٍ من الناحية الفنية والهندسية، ولا يحقق أي قيمة للمشروع، فقطارات الديزل وحدها يصل أقصى ميل لها 05%، وفارق المنسوب بين سطح الأرض وقاع النفق يقارب 50 مترًا، مما يتطلب أن يكون مداخل ومخارج النفق بميل تدريجي بطول يصل إلى 10 كيلومترات حتى يتمكن القطار من السير وفقًا للمعايير الدولية، وهو ما يصعب تنفيذه على أرض الواقع. أما الدكتور أحمد الشامي خبير النقل البحري، فقد أكد أنَّ فكرة إلغاء نفقي السكك الحديدية أسفل القناة، مطروحة منذ حكومة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق، لكن لم يؤخذ بها أي قرار نهائي، لافتًا إلى أنَّ الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس كان قد حذَّر خلال أحد الاجتماعات الوزارية من كثرة الحفر أسفل القناة خشية حدوث أضرار بالمجرى الملاحي، مما كان يهدد بكارثة. وأضاف أن مميش أبلغ مؤسسة الرئاسة بمخاوفه، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أنَّ الحفر الزائد أسفل القناة به خطورة على المجرى الملاحي، متابعًا: "هناك خطورة من كثرة الأعمال الإنشائية تحت المجرى، لذلك كان التفكير آنذاك فى الاكتفاء بحفر 4 أنفاق فقط بدلًا من ستة، لكن ذلك لم يُعلن عنه أو يُتخذ به قرار نهائي حتى لا تكون هناك بلبلة عن المشروع، وهناك اتجاه لتقليل الأنفاق أسفل القناة. وكان اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قد أعلن إلغاء إنشاء أنفاق خاصة بالسكة الحديد أسفل قناة السويس، بعد ارتفاع التكلفة الخاصة بإنشائها، والتي تتجاوز ال8 مليارات جنيه. بينما تم البدء في الدراسات الفنية الخاصة بنقل كوبري الفردان المعدني المار أعلى المجرى الملاحي والمتوقف عن العمل منذ عام 2000 من موقعه الحالي إلى منطقة القنطرة لإعادة تشغيله.