«السوبر كوش».. تَذكَّروا هذا الاسم جيدًا، لأنه قريبًا سيتربع على عرش إمبراطورية الكيف والمزاج العالى فى مصر، وببساطة هو مخدر جديد اخترعه شياطين مملكة الإدمان لمنح ضحاياهم لذة قاتلة بعد ثبوت خطورته المميتة على صحة الإنسان. ما «السوبر كوش»؟ المخدر القاتل عبارة عن نبات يشبه فى شكله نبات البانجو ويُزرَع فى دول إفريقيا الوسطى والجنوبية، وعند التعاطى يكون على شكل أوراق مع بذور، أو على شكل مسحوق لونه بنى غامق يشبه النسكافيه، ويتم تعاطيه مثل «الحشيش» عن طريق لفّه فى ورق «بفرة» مع تبغ أو بلا تبغ، ويسبب هذا المخدر إدمانا سهلا وكاملا لمن يشربه لمدة 4 أيام متتالية، ورغم أنها بذور أو مسحوق فإن تأثيرها على الإنسان يُعَدّ خليطًا من الأقراص المخدرة والبودرة. كيف دخل القاتل الجديد مصر؟ لا يُعرَف تاريخ محدد لدخول الكوش للبلاد، لكن بالتقريب أمكن رصد ظهوره بكميات قاتلة فى أوائل العام الماضى، وعلى نطاق ضيق، ولم يكن معروفا آثاره المدمرة، وتؤكّد مصادر من داخل أوكار البيع أن تجار المخدرات الكبار استوردوا كميات محدودة فى البداية بهدف طرحه للتجربة فى السوق المصرية، بعد خضوعه للتعديلات التى يصبح معها المخدر قويًّا فى تأثيره «علشان يربِّى زبون»، بمعنى أن الكميات الأولى التى ظهرت فى الأسواق كانت مركزة بشكل خطير، ويكون تأثيرها بحيث لا يستطيع متعاطيها الاستغناء عنها بعد 4 أيام من تناوله الجرعة الأولى من «السوبر كوش». وفى الفترة الأخيرة ظهر «السوبر كوش» بين شباب الجامعات الأثرياء فى مصر عقب ظهوره مخدرًا ومسكِّنًا طبيًّا قويًّا يُباع فى صيدليات الدول الأوربية والأمريكية، وبدأت تلك الدول فى بحث آثاره بعد رصد تأثيره الكبير وحرص مئات من المواطنين الأوروبيين على شرائه يوميًّا. أعراض ومخاطر «الكوش المدمر» تكمن خطورة المخدر الجديد فى أن مواده الخام ليست طبيعية كاملة، وخضوعه للتعديل على أيدى علماء متخصصين فى الجينات الوراثية، من هذه التعديلات تسليط ضوء مُشِعّ على خام المخدِّر ليصبح تأثيره نفس تأثير المخدرات الكيميائية، ويحتوى «الكوش» على مواد تسمَّى «الأتروبين» و«الهيوسين» و«الهيوسيامين»، وهذه المواد، حسب تحليل السموم، تسبب السيطرة التامة على الجهاز العصبى وتؤدى إلى تخديره تمامًا، وتصيب متعاطية باحتقان شديد واحمرار بالوجه وجفاف فى الحلق، وحشرجة فى الصوت، واتساع فى حدقة العين، وعدم الاتزان فى المشى، وأرق شديد، كما تعمل هذه الموادّ على تنشيط الخلايا السرطانية فى الدم، وتسبّب هلاوس حادة لمتعاطيه تجعله يأتى بحركات لا إرادية مثل محاولة الإمساك بأشياء خيالية، أو التحدث مع أشخاص غير موجودين معه. وحذرت منظمة البذور البريطانية من سرعة انتشار مخدر «السوبر كوش» بين الشباب والمراهقين، مؤكدة أن له تأثيرًا شديدًا على الجهاز العصبى، بالإضافة إلى تأثيره على سرعة تآكل خلايا المخ، وهو ما يسبب مرض فقدان الذاكرة المعروف ب«ألزهايمر»، وأيضًا هناك بعض الآثار الأخرى مثل كونه يؤدِّى إلى فقدان الشهية، مما يسبب النحافة والضعف العامّ وقلة النشاط والحيويةِ واختلالًا فى التوازن واضطرابًا فى الجهاز الهضمى وشعورًا بالانتفاخ والتهاب المعدة، وتضخم الكبد وتآكل ملايين الخلايا العصبية، ويعرِّض أيضًا للذبحة الصدرية وارتفاع الضغط وفقر الدم وهلوسة بصرية، وفى حالة تعاطى مخدر الكوش والوصول إلى مرحلة الإدمان فإن الأنف أول ما يتأثر بتلك المواد المخدرة، كما أن تلك السموم تسبب مرض السرطان، ولها تأثير على الدم، فهو يضيّق الدورة الدموية، وقد يوقفها أحيانًا، ويُتوفَّى المدمن فجأة، مؤكدًا أن التوقف عن التعاطى يؤدى إلى أعراض بدنية ومرضية خطيرة يمكن أن تنتهى إلى الوفاة. وأشار البحث الذى أجرته المنظمة إلى أن الآثار الجانبية للسوبر كوش تبدأ بسرعة فى الظهور على المتعاطى، فى حالة استنشاقه دخان المخدر، وهو ما يعطيه شعورًا بالسعادة والاسترخاء، ونوع من أنواع الهذيان. وهذا المخدِّر له تأثير قوى على خلايا المخ، ويبدأ مفعوله بعد 3 ثوانٍ من تعاطيه، حيث يشعر الشخص بضربة على الرأس من الخلف وبعد ذلك يتخيل كأنه فى عالم آخر. أسعار «المخدر» ومناطق بيعه «السوبر كوش» بالمقارنة بغيره من المخدرات يُعَدّ ثمنه باهظًا جدًّا، فسعر الجرام الواحد منه يصل إلى 150 جنيهًا وهو فى طريقه للارتفاع لكثرة الإقبال عليه وسرعة انتشاره، بخاصة بين أبناء الطبقة الراقية مثل روكسى، والمهندسين، ومصر الجديدة، والشيخ زايد، والهرم، والأحياء الراقية بالسادس من أكتوبر، وهى الأحياء التى رُصدت فيها عمليات بيعه وتعاطيه، فضلًا عن طلبة الجامعات الخاصة والجاليات العربية فى مصر. مفأجاة.. «الكوش» غير مجرَّم بيعه طبقًا للقانون الكارثة فى انتشار مخدر «السوبر كوش» هى كونه غير مرخَّص بيعه، ومن ثَم تعاطيه، لأن جدول المخدرات بالداخلية لا يجرِّم نبات «الفودو» الذى يُصنَع منه مخدر «الكوش»، وتدرس الداخلية فى الوقت الراهن تعديل القانون لتجريمه بعد الإقبال الشديد عليه وآثاره القاتلة، وهو ما أكده ل«التحرير» اللواء منتصر أبو زيد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، قائلًا إن مكافحة المخدرات لديها بالفعل معلومات عن مخدر «الكوش» و«الفودو»، وأنها مخدرات ظهرت فى محافظات مصر منذ مدة قريبة، مضيفا أنه تتم حاليًّا متابعة مناطق بيعه وجلبه من الخارج، ومعرفة أوكاره بالتنسيق مع الأمن العام. وأشار أبوزيد إلى أن إدارة المكافحة تتواصل مع مراكز علاج المدمنين لدراسة المشكلة بشكل أوضح وسوف يتم إدراجه ضمن قانون العقوبات فى أسرع وقت لخطورته الشديدة والمدمرة، خصوصًا على الشباب.