استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم، الاعتداءات التي تعرض لها عدد من الصحفيين والإعلاميين في تونس خلال الأيام القليلة الماضية بهدف تكميم أفواههم، حيث فوجئت الصحفية كريمة الوسلاتي مقدمة برنامج "الحق حق" الذي يذاع كل جمعة علي الإذاعة الوطنية التونسية بمنعها من تقديم حلقة الجمعة واستبدالها بمذيع آخر. وكان من المنتظر أن تقدم الإعلامية حلقة بعنوان "واقع الإذاعة العمومية في ظل تكاثر الإذاعات الخاصة" وفور وصولها لمقر الإذاعة فوجئت بمنعها من دخول أستوديو البث لتقديم البرنامج وابلغها مدير الإذاعة أنه تم إلغاء فقرتها بسبب عدم أهمية موضوع الإعلام بالنسبة للمواطنين التونسيين، وعدم تماشيه مع سياسيات البرنامج، ويذكر أنالوسلاتي كانت تنوي إذاعة الحلقة في وقت سابق إلا أن مدير الإذاعة طلب منها تأجيلها، ما يوضح أن إدارة الإذاعة أصرت علي منع الحلقة، بسبب خوفها من انتقاد عمل الإذاعة العامة في تونس. وعلي صعيد آخر تم منع طاقم قناة "الحوار التونسي" من قبل مجموعة من العاملين بالشركة التونسية لنقل المواد المنجمية من تغطية اعتصام احتجاجي لهم أمام مقر ولايةقفصة. كما أن الصحفية بجريدة الشروق أسماء سحبون وجريدتها قد تلقوا تهديدات يوم الأربعاء 18 ديسمبر من مجهولين ومنتمين للجان حماية الثورة، علي خلفية مقال ناقد للصحفية نشر بالجريدة تحت عنوان "الحمير تمنع الرؤساء الثلاث من زيارة سيدي بوزيد" وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان "إن المناخ العام الذي تعمل في ظله وسائل الإعلام والصحف في تونس يشعرنا بالقلق البالغ علي مستقبل الحريات الإعلامية في البلاد، ففي الوقت الذي تتخذ فيه تونس خطوات نحو التحول الديمقراطي، تأتي هذه الاعتداءات لتهدد مسار الديمقراطية في البلاد، والذي ليس من الممكن أن يكتمل دون احترام عمل وسائل الإعلام وتوفير مناخ أمن وملائم للصحفيين والإعلاميين باعتبارهم شريك أساسي في مرحلة التحول" وطالبت الشبكة العربية السلطات التونسية بفتح تحقيقات في تلك الانتهاكات التي تعرض لها الإعلاميين ومحاسبة المسئولين عنها، وإيقافها.