رئيس الوزراء يبرر فضائح نظامه ومقربيه.. ويؤكد أن حكومته لم تتسامح مع الفساد طوال 11 عامًا رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، الذى تنهال عليه وعلى نظام حكمه الإسلامى والمقربين ضربات متسارعة ومستمرة بسبب الفساد المستشرى، يصارع الآن فى معركته الأخيرة من أجل البقاء، هذا ما تجلى فى كلمته الأخيرة التى ألقاها فى مدينة أوردو التركية، مساء أول من أمس، واصفًا الفضائح التى تلاحقه ب«اللعبة القذرة ضد تركيا». وكانت سلطات الأمن التركية قد شنت حملة اعتقالات واسعة، طالت عددًا من رجال الأعمال المشهورين، وكبار موظفى الدولة، وأبناء وزراء، وذلك على خلفية تهم بالضلوع فى عمليات غسل أموال وتهريب ذهب وأعمال فساد، حيث كان بين الموقوفين رجل الأعمال الآذربيجانى رضا ضراب، ونجل وزير الداخلية التركى معمر كولر، ونجل وزير الاقتصاد ظفر جاجلايان، وسليمان أصلان مدير عام بنك خلق. رئيس الوزراء الإخوانى اتخذ طريق التبرير فى معركته الأخيرة، موضحًا أن حكومته لم تتسامح مع الفساد طوال 11 عامًا ولم تبد أى تسامح مع الفاسدين، بغض النظر عن انتماءاتهم، لافتًا إلى أن «الجميع سيقوم بواجبه وفقًا للدستور والقانون، والسلطات التشريعية والتنفيذية القضائية مستقلة عن بعضها، ويجب إنفاذ القوانين كما هى معروفة». وفى محاولة لإبعاد الفساد عن حزبه ومقربيه وتوجيهه إلى أطراف خارجية، أضاف أرودغان أن «هناك حملة بدأت تستهدف تشويه الحكومة فى الآونة الأخيرة، تم تقديمها مؤخرًا على شكل فخ قبيح»، واصفًا إياها باللعبة القذرة الكبيرة التى تدار ضد أنقرة، مؤكدًا أنها «إضافة إلى كونها ضد حزب العدالة والتنمية، فهى أيضًا ضد الأمة، وإرادة الشعب، وسيادته»، مشددًا على أن حكومته ستحبط هذه اللعبة. ولفت إلى ما أسماه «وجود تحالف سياسى قذر قائم بين منظمات تقوم بتفعيل هذا التحالف القذر داخل تركيا، بتعليمات من أسيادهم فى الخارج»، موضحًا أنها ليست المرة الأولى التى يقومون فيها بذلك، وأنهم قاموا بذلك فى 27 مايو، وفى 12 سبتمبر، وكذلك فى 28 فبراير، فى إشارة إلى الانقلابات العسكرية التى شهدتها تركيا. نتائج معركة أرودغان الأخيرة ستحسم فى الانتخابات المقبلة وفقًا لسونر جاجابتاى، مدير برنامج الدراسات التركية فى معهد واشنطن، الذى وصف ما يحدث فى أنقرة ب«الصراع السياسى الكبير الذى بدأ»، موضحًا أن هذه المعركة ستسحسم فى مارس المقبل، والتى تتعلق بالمنافسة على منصب رئيس بلدية إسطنبول، موضحًا: «إذا فاز أرودغان فى إسطنبول فسيصبح الشخصية السياسية الأكثر هيمنة فى التاريخ الحديث».