افادت تقارير اعلامية عن قيام الشرطة التركية باعتقال أبناء ثلاثة وزراء أتراك وهم وزير الداخلية معمر جولر، والاقتصاد ظافر جاجلايان، والبيئة والتخطيط العمراني اردوغان بيرقدار، وعددا من رجال الأعمال أمس,الثلاثاء, في إطار تحقيق في مزاعم فساد في خطوة اعتبرت على نطاق واسع تحديا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من قبل رجل دين اسلامي قوي. ونقلت التقارير عن مصادر حكومية أن الشرطة التركية نفذت تلك الاعتقالات فى مداهمات أثناء الفجر في مدينة أسطنبول واعتقلت 20 شخصا على الأقل بينهم رجال أعمال مقربون من "أردوغان" كما فتشت مقر بنك خلق "الأهلى" الحكومي للاقراض في العاصمة التركية أنقرة. وفى السياق ذاته ربط معلقون أتراك تلك العملية برجل الدين المؤثر فتح الله جولين المقيم في الولاياتالمتحدةالأمريكية والذي تسيطر شبكة من أتباعه على مواقع مؤثرة في مؤسسات بينها الشرطة والخدمات السرية والقضاء وحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان. ومن جانبها نقلت صحيفة "زمان" التركية كلمة أردوغان التى ألقاها بمدينة قونية بمنطقة الأناضول "أولئك الذين تدعمهم قوى الظلام والعصابات لا يمكنهم تحديد مسار الأمة", في إشارة واضحة إلى أتباع جولين. وأضاف أردوغان قائلا :"لا أحد من الخارج أو الداخل يمكنه تحريك الأمور في بلدي ووضع فخاخ بغيضة", رافضا التعليق بشأن الاعتقالات قائلا :" أنها عملية منظورة أمام القضاء". وأفادت التقارير أن "جولين" لا يستطيع تحدى "أردوغان" في الانتخابات كما أنه لم يبد أي نية لتشكيل حزب سياسي, ولكنه بنفوذ يستطيع تقويض سلطة تتحكم في سياسة تركيا عشر سنوات كاملة وسقوط أردوغان الذي لا يزال احتمالا بعيدا سيخلق حالة ضخمة من عدم اليقين حيث ساعد جولين حزب العدالة والتنمية على الفوز بأصوات متنامية للناخبين في ثلاثة انتخابات منذ عام 2002 لكن خلافا حادا بين جولين وأردوغان في الأسابيع الأخيرة يخاطر بشق قاعدة تأييدهما قبيل انتخابات محلية ورئاسية فى تركيا العام المقبل. كما تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض باستجواب في البرلمان التركي لأردوغان يسأله فيه عن إمكانية إستقالته أو سعية لاجراء تصويت بالثقة في حكومته بسبب فضيحة الفساد.