«الوداع، العمراوي، النيل».. جميعها ألقاب حصل عليها أول مسجد أنشيء بمحافظة المنيا، في القرن الأول الهجري، عقب فتح القائد الإسلامي عمرو بن العاص لمصر. ويقع المسجد الذي تم تسجيله في قائمة الأثار الإسلامية، يوم 17 سبتمبر عام 1951 ميلادية، على كورنيش النيل، لذا أطلق عليه الأهالي اسم "جامع النيل" حيث تطل واجته الشرقية على كورنيش النيل، والغربية على مدخل كوبري محمد بدوي، ومن الناحية الشرقية له تقع المستشفى الجامعي وقسم شرطة المنيا. "التحرير" انتقلت إلى المسجد الأثري، وتجولت داخل أروقته، حيث يتميز الجامع بالطراز المعماري المزيج ما بين العربي من والذي يظهر في الأروقة والصحن المكشوف، والعثماني والذي يظهر وبواجهته والمأذنة. وقال ناصر نعنوس، مسؤول تسجيل الأثار الإسلامية بالمنيا، إن المسجد يُسمى بالعمرواي، نسبة إلى عمرو بن العاص، الذي بناه عقب فتحه لمصر، وكان يطل على النيل مباشرة، وكانت المياه تجري بجوار أسواره الشرقية، إلا أنه ومع تطور الزمن، تم ردم مساحة كبيرة من النيل، لجعلها كطريق لمرور الأهالي والمركبات. "مسجد الوداع"، هذا اللقب أطلقه الأهالي على المسجد العمرواي، بعد أن كان المُخصص لصلاة الجنازة فيه على الموتى، قبل نقلهم إلى المدافن المتواجدة بقرية زاوية سلطان، المقابلة للمسجد من الناحية الشرقية. ويضيف "نعنوس" أن المسجد يتميز بطرازه العربي بتكوينه من صحن مربع مكشوف يحيط به أربع أروقة أكبرها رواقة القبلة، وأن واجهته مبنية من الحجر الجيري، أسفلها باب خشبي، ويعلو فتحة الباب لوح خشبي عليه بعض الزخارف وبه بعض الكتابات ونصها " بسم الله الرحمن الرحيم جدد هذا المسجد المبارك الأمير مصطفى عام 1129 هجرية"، يواجد بالداخل عقدان الأول مفصص والآخر مدبب، ويوجد بواجهة المدخل شرافات على شكل عرائس تشبه شرافات مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة. ويتميز صحن المسجد بأنه مستطيل الشكل ومكشوف ويوجد في جدرانه الشمالي الشرقي مزولة من الرخام كانت تستخدم في تحديد مواعيد الصلاة، كما يتميز المنبر بزخارفه الدقيقة ووجود باب من ضلفتين، ويعلوه قبة على شكل مبخرة. وتقع مأذنة المسجد في الجهة الشرقية، وتتكون من ثلاث طوابق، الأول مربع ينتهي بدورة خشبية، والثاني مثمن ينتهتي بدورة خشبية، والثالث مثمن يعلوه أربعة قوائم. وأوضح مسؤول التسجيل الأثار الإسلامية، أن المسجد كان مُهدد بالهدم، بسبب إنشاء كوبري محمد بدوي، إلا أن القائمين على ذلك فوجئوا بوجود أنفاق أسفله منعتهم من الهدم، مشيرًا إلى ما يحتاجه المسجد من أعمال تجديد وإصلاحات داخلية.