«زيادة أعداد السائحين خلال أكتوبر الماضى مقارنة بسبتمبر من نفس العام»، هذا ما أكدته إحصائية حديثة صادرة من وزارة السياحة، معتبرة أن زيادة أعداد السائحين وعدد الليالى السياحية تعد مؤشرًا على زيادة الحركة السياحية بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، بينما تجاهلت الإحصائية بشكل واضح حجم الإيرادات التى دخلت خزينة الدولة من قطاع السياحة خلال هذه الفترة، معيدًا إلى الأذهان سؤال: هل الإيرادات أهم أم الأعداد؟ إحصائية وزارة السياحة أكدت أن نسبة الزيادة فى أعداد السائحين فى أكتوبر 2013 بلغت 185% مقارنة بشهر سبتمبر 2013، حيث ارتفع العدد من 301 ألف سائح إلى 559. الإحصائية أشارت إلى ارتفاع عدد السائحين الوافدين من السوق الأوروبية بنسبة زيادة قدرها 241% مقارنة بالشهر السابق، حيث ارتفع العدد من 153 ألف سائح فى سبتمبر إلى 369 ألف سائح فى أكتوبر، موضحة أن أهم الدول بالسوق الأوروبية وفقًا لترتيبها، روسيا «بنسبة زيادة 544%، وأوكرانيا 286%، وألمانيا 227%، وإيطاليا 183%، وفرنسا 179%، والمملكة المتحدة 120%». إحصائية وزارة السياحة أشارت إلى زيادة نسبة الحركة الوافدة من السوق العربية لتصل إلى 121% مقارنة بسبتمبر 2013، حيث ارتفع عدد السائحين العرب خلال أكتوبر 2013 إلى 120 ألف سائح، وكانت أهم الدول الأردن بنسبة زيادة 183% والسعودية 151%، لافتة إلى ارتفاع معدلات الإقامة ليكون 7 ليالٍ مقابل 6.3 ليلة فى سبتمبر. وزير السياحة هشام زعزوع، أكد فى بيانه الصادر، أمس «السبت»، أن هذه المؤشرات تعد نجاحًا للاستراتيجية التى تنتهجها وزارة السياحة فى الفترة الأخيرة لزيادة الحركة الوافدة، حتى يتسنى لها الوصول إلى معدلاتها الطبيعية بل وتجاوز هذه المعدلات. أعضاء الاتحاد العام للغرف السياحية اختلفوا مع وزير السياحة، مشككين فى صحة هذه الأرقام أصلًا، لأن الوضع على أرض الواقع لا يعبّر بأى شكل عن هذه الأرقام، مؤكدين أن الأهم من زيادة الأعداد هو زيادة الإيرادات، وهو الأمر الذى لم تذكره إحصائية وزارة السياحة. عضو اتحاد الغرف السياحية علِى غنيم، قال إن إحصائية وزارة السياحة اعتمدت على أرقام وبيانات مصلحة الجوازات والهجرة، والتى تقوم بحساب كل مَن يزور مصر سائحًا، وهذا لا يصب فى صالح قطاع السياحة، لافتًا إلى أنه لو سلمنا بصحة هذه الأرقام ستكون متعلقة بالسياحة الشاطئية، وهى الأرخص فى الوقت الحالى، وذلك لأن الجزء الأغلى فى السياحة فى مصر هو السياحة الثقافية، والتى تدهورت بشكل كبير فى الفترة الماضية بسبب الانفلات الأمنى، مؤكدًا أن نسب الإشغال فى كل من «الأقصر وأسوان والقاهرة» لا تتعدى ال8% على مدار العام، ونسب الإشغال فى كل من شرم الشيخ والغردقة لا تتجاوز ال40% على مدار العام، وهذه هى المؤشرات التى نعتمد عليها لمعرفة الأرقام الحقيقية. غنيم أوضح أن وضع قطاع السياحة على مدار السنوات الثلاث الماضية سيئ للغاية، فهناك عديد من الفنادق التى أُغلقت بسبب الركود السياحى، بالإضافة إلى أن السائح الذى يأتى إلى مصر فى الفترة الحالية لا يغطى تكلفة الاستثمار السياحى الموجود فى مصر. وعن الإيرادات السياحية خلال هذا العام، قال غنيم إنها لا تتعدى ال7 مليارات دولار مقارنة بعام 2010، عام الذروة السياحية، والذى اقتربت الإيرادات فيه من ال13 مليار دولار. أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية سيف العمارى، أكد أن هناك انخفاضًا ملحوظًا فى متوسط إنفاق السائح، حيث انخفض من 82 دولارًا فى عام 2010 إلى 63 دولارًا عام 2013، وهذا يؤثّر بشكل كبير على الإيرادات السياحية. من جهة أخرى، أصبحت المدن السياحية خاوية تقريبًا من السياح، لا سيما مدينة الأقصر، وعلى الرغم من أن الحكومة اتخذت قرارات كثيرة بهدف المساهمة فى إعادة الحياة إلى السياحة، ومنها رفع حظر التجوال، وعمل المزيد من الدعاية من خلال وسائل الإعلام بمشاركة فنانين وسياسيين، فإن هذا كلّه لم يأتِ ثماره. الأجواء منذ اللحظة الأولى لدخول مدينة الأقصر تؤكد افتقارها التام إلى السياحة والسياح. محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، قال خلال لقاء مع عدد من الصحفيين، إن عدد السيّاح بالمحافظة نحو 150 سائحًا، إلا أن أى شخص يتجوّل فى شوارع المحافظة من الصعب، إن لم يكن مستحيلًا، أن يلتقى أجنبيًّا فى المدينة، سواء على كورنيش المدينة، أو داخل مطاعمها أو بازاراتها. رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر ثروت عجمى، قال إن نسبة إشغال الفنادق بالمدينة ارتفعت لتصل إلى 12%، إلا أن مديرى فنادق بالمدينة يؤكدون أن النسبة أقل من ذلك بكثير.