السجن 4 أشهر لمغنى «راب» تونسي بسبب أغنية مهينة للشرطة

قضت محكمة الناحية فى مدينة الحمامات، جنوب العاصمة تونس، الخميس، بسجن مغنى الراب الشهير «علاء اليعقوبى» المعروف باسم «ولد الكانز» أربعة أشهر «مع النفاذ العاجل»، بتهمة أداء أغنية مهينة للشرطة التونسية، خلال مشاركته الصيف الماضى فى مهرجان الحمامات الدولى الذى تنظمه وزارة الثقافة.
وكانت المحكمة نفسها أصدرت فى أغسطس 2013 حكما غيابيا بسجن ولد الكانز «15 عاما» 21 شهرا بتهمة أداء أغنية «البوليسية كلاب»، خلال مشاركته فى أغسطس 2013 فى مهرجان الحمامات، إلا أن محاميه طعنوا فى الحكم.
وسبق ل«ولد الكانز» دخول السجن بسبب هذه الأغنية التى أصدرها فى مارس 2013، وأثارت سخط عناصر الأمن فى تونس، ومنذ صدور الحكم الغيابى فى أغسطس الماضى هرب ولد الكانز من الشرطة خوفا من العودة إلى السجن.
وقال المغنى ل«فرانس برس» قبل دخول قاعة المحكمة «لم أعد أستطيع أن أواصل حياتى هاربا، قررت المثول اليوم أمام القضاء، وأتمنى أن يكون الحكم عادلا».
وأضاف «لست مستعدا للعودة إلى السجن وأريد أن أذكّر الجميع بأن حرية التعبير كانت من المطالب الأساسية للثورة، التى أطاحت فى يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن على».
ومطلع مارس 2013 نشر ولد الكانز على شبكة يوتيوب أغنية «البوليسية كلاب»، ومنذ نشرها على يوتيوب وحتى اليوم شوهدت الأغنية أكثر من ثلاثة ملايين و400 ألف مرة.
وعند مثوله أمام القاضى بلقاسم الشايب، نفى ولد الكانز أن يكون أدى أغنية البوليسية كلاب خلال مشاركته فى مهرجان الحمامات الدولى، وقال «الجمهور طلب منى أداء الأغنية لكنى رفضت لأنى أريد المصالحة مع عناصر الأمن».
وذكر بأن عناصر أمن ملثمين صعدوا يوم أغسطس 2013 على منصة مهرجان الحمامات وأوقفوا عرضه الموسيقى واعتدوا عليه بالضرب حتى فقد الوعى، ثم اقتادوه إلى مخفر شرطة.
واستمع القاضى إلى أربعة شهود قالوا إن ولد الكانز لم يؤدِ أغنية البوليسية كلاب فى مهرجان الحمامات، حيث تجرى ملاحقة ولد الكانز بعدما اتهمه شرطيان بأداء الأغنية فى المهرجان، وباستفزاز الشرطة بإشارات منافية للحياء، بحسب المحامى غازى مرابط.
وفقد ولد الكانز، الذى بدأ وجهه شاحبا 12 كيلوجراما من وزنه منذ أغسطس الماضى، حسبما أفاد محاميه غازى مرابط أمام القاضى، وقال المغنى للقاضى إن أغنية «البوليسية كلاب» التى تتحدث عن فساد الشرطة موجهة إلى «فئة معينة» من عناصر الأمن، وليس إلى جميعهم.
ويعتقد حوالى 70 بالمائة من التونسيين أن الشرطة هى الجهاز الأكثر فسادا فى تونس، بحسب نتائج استطلاع للرأى أجرته منظمة الشفافية الدولية، ونشرت نتائجه فى يوليو 2013.
وبعد صدور الحكم القضائى عبر المحامى غازى مرابط عن خشيته على الحرمة الجسدية لعلاء اليعقوبى، الذى ينتظر أن ينقل إلى سجن المرناقية فى العاصمة تونس.
واعتبر ثامر المكى، الذى يرأس لجنة لمساندة مغنى الراب الملاحقين أمام القضاء، أن الحكم القضائى الصادر اليوم بحق ولد الكانز يمثل تهديدا جديدا لحرية التعبير الوليدة فى تونس، وينذر بعودة «الديكتاتورية»، وتجمع أمام المحكمة تلاميذ مدرسة ثانوية مجاورة مرددين «حرروا ولد الكانز».
وفى 13 يونيو 2013 أصدر القضاء حكما ابتدائيا بسجن ولد الكانز عامين «مع النفاذ العاجلز، إلا أنه تم الإفراج عنه فى يوليو 2013 بعد تخفيف الحكم إلى السجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ.