بعد أيام من تمديد الاتحاد الأوروبي عقوباته الاقتصادية ضد روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية توسيع عقوباتها ضد موسكو أيضًا لنفس السبب لتشمل رجال أعمال روس وشركات روسية. وقال "الكرملين" إنَّ العقوبات الجديدة التي فرضتها الولاياتالمتحدة على روسيا قد تضر بالعلاقات بين البلدين، لافتًا إلى أنَّ موسكو سترد بإجراءات خاصة بها، معربًا عن أسفه من أنَّ واشنطن تواصل المضي في هذا الطريق المدمر، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف. ويتواصل تدهور العلاقات بين موسكووواشنطن، ما ينعكس بدوره على علاقات الأولى بحلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي تقوده الولاياتالمتحدة، فلقاء مجلس روسيا – الناتو الذي انعقد في 19 ديسمبر الجاري بمقر الحلف في بروكسل، كان من المقرر أن يبحث الأمن الأوروبي، وعلى رأسه الأزمة الأوكرانية، إلا أنَّه قد تمَّ التعتيم على نتائج هذا اللقاء، ما دعا المراقبين إلى التأكيد على فشله بسبب العديد من الخلافات الجوهرية بين روسيا والحلف. في هذا الصدد تحديدًا، تواصل موسكو انتقاداتها لتوسع الحلف شرقًا نحو حدودها المباشرة، وعسكرة منطقة البلطيق، والسعي إلى ضم بعض الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل جورجياوأوكرانيا بعد أن تمَّ ضم جمهورية الجبل الأسود في العام الماضي، إضافةً إلى اعتراض موسكو المبدئي على نشر الدرع الصاروخية في أوروبا، إذ تمَّ نشر بعض عناصرها في رومانيا، وسيتم نشر عناصر أخرى في بولندا خلال العام المقبل. وأيضًا ندَّدت وزارة الخارجية الروسية بسماح هولندا للولايات المتحدة بنشر معدات عسكرية على أراضيها، مشيرةً إلى أنَّ السلطات الهولندية بدأت تتقبل تعمد تدمير العلاقات مع روسيا سواء بخصوص نشر الأسلحة العسكرية الأمريكية أو تسخين الأوضاع حول أوكرانيا وشبه جزيرة القرم. وفي الوقت الذي أعلن فيه "الكرملين" أنَّه لا يتوقع أن ترفض الإدارة الأمريكية المقبلة توسع حلف "الناتو" بين ليلة وضحاها، وأنَّ كل قنوات الاتصال توقَّفت تقريبًا مع الولاياتالمتحدة في عهد الإدارة الحالية، فنَّدت واشنطن هذه التصريحات، مؤكِّدةً أنَّ الحوار لم ينقطع. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إنَّه من الصعب معرفة المقصود بهذا التصريح على وجه التحديد لكن التواصل الدبلوماسي مع روسيا مستمر فيما يتعلق بعدد كبير من القضايا، رغم الخلافات الكثيرة. ولا يستبعد مراقبون أن يستمر تدهور العلاقات بين روسيا من جهة وبين الولاياتالمتحدة والناتو من جهة أخرى، على الرغم من أنَّ موسكو تعول بدرجات متفاوتة على إمكانية ترميم هذه العلاقات بمجئ الإدارة الأمريكية الجديدة في العشرين من يناير المقبل، ولكن الخبراء يرون أنَّ ذلك سوف يستغرق وقتًا طويلًا نظرًا للكثير من الخلافات والتناقضات بين الطرفين في العديد من الملفات الدولية والإقليمية، والثنائية أيضًا.