أتعجب كثيرًا من النداءات والمناشدات المتوالية من الجمهور والمدربين والتى ترجو النجم محمد أبو تريكة بعدم الاعتزال بعد بطولة كأس العالم للأندية (وخليك هنا وبلاش تفارق)!! لا يختلف اثنان على حجم موهبته ولا على مقدار عطائه الكروى لناديه ولمنتخب بلاده ولكن.. لماذا لا نحترم إرادته ورغبته الشخصية فى الاعتزال والتى اتخذها بمحض إرادته وبلا أى ضغوط؟ أليس هو الشخص الوحيد القادر على تحديد حالته البدنية والنفسية التى تسمح له بالاستمرار من عدمه؟ أليس من الممكن أن يكون قد مل من الكرة والتدريب والمعسكرات ويريد أن يستريح ويتفرغ لأسرته ولحياته الشخصية؟ هل هناك من سيرحمه أو يلتمس له العذر إذا ما انخفض مستواه (وهو الشىء المتوقع) فى المرحلة القادمة؟ أرجوكم سيبوا الراجل ياخد قراره زى ما هو عاوز واحترموا رغبته أيا كانت، إكرامًا لما قدمه لنا من بهجة وسعادة لسنوات طوال. الحقيقة التى لا يمكن إنكارها تؤكد أن أبو تريكة بلغ سن ال35 وهى سن متقدمة للاعب الكرة فى مصر فى ظل عدم وجود نظام غذائى ولا تدريبى ممنهج منذ الصغر (ولا حتى عند الكبر وحياتك) مما ينعكس بالسلب على مجهوده ولياقته البدنية وهو ما ظهر واضحا فى المباريات الأخيرة التى لعبها وتألق فيها بفضل موهبته وخبرته الميدانية فقط! كذلك لا يمكن أن نغفل أن أبو تريكة تم استهلاكه واستنزافه بدنيا فى السنوات الأخيرة بإشراكه فى جميع مباريات الأهلى والمنتخب الرسمية منها أو الودية. اندهشت كثيرا من التصريحات الأولى لمدرب المنتخب الجديد شوقى غريب الذى أعلن عن (تمسكه) باللاعب وأنه سيبذل (قصارى جهده) من أجل إقناعه بالاستمرار فى المنتخب وعدم الاعتزال! بصراحة تصريحات سلبية ولا تبشر بأى خير، كانك يا ابو زيد ما غزيت! بالله عليك لماذا يستسهل شوقى غريب من أولها بالاعتماد على النجوم القدامى التى انتهت مرحلتهم بالفعل و لا يفكر فى صنع فريق (كله جديد فى جديد) يكتسب الخبرات بمرور الوقت ويصبح خير خلف لخير سلف؟ هل سيظل يعتمد على الحرس القديم حتى مونديال 2018 واهو اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش؟ هو اللى خلق أبو تريكة ماخلقش غيره؟ أليس من مهام المدير الفنى للمنتخب الأول إفراز عناصر جديدة تمثل مصر لسنوات قادمة؟ سأحاول أن أساعد وأقترح عليه بعض الأسماء الواعدة التى يمكن بالتخطيط والإعداد الجيد أن تحل محل النجوم التى انتهت فترة صلاحيتها وطبعا القرار قراره والشورى شورته: 1- محمد إبراهيم يمكن تجهيزه وتوظيفه فى مركز صانع الألعاب ليحل محل أبو تريكة لامتلاكه نفس اللمسة السحرية والرؤية الشاملة للزملاء فى الملعب. 2- رامى ربيعة أثبت فعليا كفاءته وجدارته بأن يكون بديلا لوائل جمعة.. الحمد لله مش محتاجين ندوّر. 3- حازم إمام من الممكن صقله وإعداده نفسيا وبدنيا ليشغل مركز الظهير الأيمن مع استمرار أحمد فتحى القادر على العطاء فى منتصف الملعب. 4- صبرى رحيل خامة ممتازة لم تحصل على فرصتها بعد ويمتلك من الكفاءة والمهارة ما يجعله مرشحا لشغل مركز الظهير الأيسر بدلا من سيد معوض. 5- شهاب الدين أحمد يصلح لشغل موقع حسنى عبد ربه فى منتصف الملعب لامتلاكه ميزة التصويب القوى والمجهود الوافر. هذه فقط بعض الأسماء، ولكن بالتأكيد هناك أسماء ومواهب أخرى كثيرة سيفرزها الدورى العام (ربنا يسهل) وأيضا فريق الشباب والمنتخب الأوليمبى والتى يمكن إضافتها إلى العناصر الشابة الموجودة بالفعل مثل محمد صلاح وكهربا والننى والشناوى، فضلًا عن عناصر الخبرة الممثلة فى شريف إكرامى وأحمد فتحى وإبراهيم صلاح. أعلم أن الأمر ليس سهلا ويحتاج إلى جهد وتخطيط، ولكن هذا هو قدر المدرب و قدرنا معه. نريد أن نرى منتخب شوقى غريب وليس منتخب حسن شحاتة.. فلكل منهما زمانه!!