أعرب أهالي الإسكندرية عن حزنهم الشديد إزاء ما وصفوه ب"الارتفاع الجنوني" لأسعار حلاوة المولد النبوي الشريف، حيث لا يستطيع محدودي الدخل الحصول عليها، خاصة لارتفاع الأسعار بنسبة 15 - 60%، فيما أرجع عدد من التجار السبب إلى ارتفاع أسعار السكر، أحد أهم مكونات تصنيع حلوى المولد. "التحرير" قامت بجولة بين محال بيع الحلوى بمناطق متفرقة بشرق ووسط الإسكندرية؛ لرصد حركة البيع والشراء والأسعار وحجم الإقبال على حلوى المولد. وشهدت أسواق منطقة العصافرة إقبال ضعيف على شوادر بيع الحلوى، "الأسعار مرهقة ماديا وأنا مجبرة على التخلي عن شراء حلاوة المولد ها العام".. تقول نهى المشوادي، ربة منزل، إن ارتفاع أسعار السلع مقارنة بالسنوات الماضية وراء تراجع إقبال المواطنين على حلوى المولد. ويلتقط حسن عدالعظيم، موظف بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية – أطراف الحديث، مؤكدا أنه في ظل الأزمة الإقتصادية "الطاحنة"، وارتفاع الأسعار بصورة "جنونية"، اقتصر الأمر على شراء السلع الأساسية فقط، والتخلي عن أي "رفاهيات". وبمنطقة الساعة شرق المدينة، بدت الشوادر خالية من جمهور المستهلكين، حيث تم رصد ضعف حركة الشراء، وتؤكد رباب محمد، ربة منزل "سأكتفي بشراء كميات محدودة ربما تقل عما كنت أقوم بشراءه خلال الأعوام الماضية وسنكتفي بالتذوق فقط"، مطالبة بتشديد الرقابة على الأسواق. ويوضح زكريا المصري، صاحب فراشة بمنطقة العصافرة، أن الزيادة التي طرأت على حلوى المولد تعود إلى ارتفاع ثمن السكر، ما أدى لزيادة أسعار السلع من 15- 300%، وباتت المصانع غير قادرة على تصنيع الكميات التي كانت تطرحها كل عام، لافتا بأن شراء طن السكر أصبح مثل "المخدرات" ليقوم أصحاب المصانع بتصنيع كميات محدودة رغم أنها كان -السكر- أقل أسعار الداخلة فى تصنيع الحلوى. ويضيف "بندق اللوز زاد بنسبة 300٪ حيث بلغ سعر الكيلو 300 جنيها بعد أن كان يتراوح من 80 - 120 جنيها، وزادت أسعار العلف من 15 - 20%". وأعرب عمر زكريا، صاحب فراشة، عن أمله بأن يشهد يومي السبت والأحد رواجا أكبر، مشيرا إلى أن عادات أهل الإسكندرية تختلف عن أهل القاهرة حيث يزيد الضغط قبل الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بيومين، مشددا "غلاء الأسعار جعل الناس ما فرشتش، وكل واحد رجع لشغلته، ونسبة البيع لا تتخطى 10٪". ويؤكد صالح عبده، أحد بائعي الحلوى بمنطقة المنشية، أنه لأول مرة تشهد الأسواق كسادا بهذا الشكل، منوها بأن غلاء الأسعار دفع المواطنين للتركيز على السلع الأساسية. ورصدت "التحرير" بعض الأسعار، حيث سجل كيلو فولية صوابع 50 جنيها، وسمسمية نصف كيلو 26 جنيهًا، الحمصية نصف كيلو 22 جنيها، وبلغ سعر قرص علف لوز "صغير" 20 جنيها، والقرص الكبير منه 28 جنيها، وتراحت أسعار العلب الجاهزة بين 100 - 500 جنيه. أحمد محمود حسن، عضو مجلس إدارة شعبة الحلويات بالغرفة التجارية بالإسكندرية، يشير إلى عقد اجتماع سابق بالشعبة، ومخاطبة الشركة القابضة لتوفير كميات من السكر للمصانع، وأنه تم التنويه عن نقص كميات المعروض من السكر، لكن دون جدوى. ويضيف "حين" - في تصريحات للتحرير - أن مصانع الحلويات "بريئة" من أزمة اختفاء السكر؛ لأنها تستعيض عنها ب"عسل البطاطس" المعروف باسم "الجلوكوز"، بينما يتم تستخدم مصانع الحلوى 10% من المكون الأساسي للسلعة الذي يدخل فيه الدقيق والزيت والزبدة.