بعد مرور أكثر من شهر علي القرار العشوائي لحكومه الانقلاب بتعويم الجنيه ، لا يزال المواطن المصري يدفع تكلفة الآثار السلبية للقرار، حيث ارتفعت أسعار السلع والخدمات ، وتحولت إلى غول يلتهم دخل المواطنين البسيط بشكلٍ يُهدد محدودي الدخل. وارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسبة تجاوزت 48% منذ قرار التعويم ، وتشمل تلك السلع السكر، الزيت، الأرز، وغيرها من السلع التي لا يستغني عنها المنزل المصري في احتياجاته اليوميه. بينما وصف رئيس شعبة المستوردين ، الوضع الاقتصادي الحالي بأنه "سيء جدًا" ، مضيفًا أن الاقتصاد المصري يشهد حالة من الارتباك ، والدولة في حالة غياب تام عن ضبط الأسعار موضحًا إن قرارات البنك المركزي ، ووزراة الصناعة والتجارة ساهمت في عجز الدولة عن التحكم في سعر الدولار. واشار خبراء إلى أنه من المتوقع زيادة أسعار السلع خلال الفترة المقبلة ، وذلك عقب صدور القرار الجمهوري ، والذي نص على زيادة التعريفة الجمركية على 364 سلعة بنسب تصل إلى 60%. يقول عمرو هاشم ربيع ، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن إجراءات الأخيرة أحدث مردودا سلبيا على المجتمع بسبب ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة ، موضحًا أن الشريحتان المتوسطة ومحدودي الدخل تأثروا جراء القرارات الأخيرة. وأضاف "هاشم" أن الشريحة العليا من المجتمع كان لابد أن تتحمل أعباء هذه القرارات ، مستنكرًا عدم فرض الضرائب التصاعدية حتى الآن ، وعدم ضغط الإنفاق الحكومي. وتابع: "رجال الأعمال مبسوطين من القرارات لأن الموضوع تم بعيد عنهم، والحكومة لم تنفذ إجراءات الحماية الاجتماعية للفقراء حتى الآن." وقد أدي القرار العشوائي بالتعويم إلي زياده كبيره في أسعار السلع الأساسية ، والأدوات المنزلية ، والدواجن ، واللحوم، والاسماك ، حتي أصاب الغلاء السلع الثانويه التي لا تأتي إلا علي فترات متباعده ، تجلب السرور علي الأسرة المصرية بجميع مكوناتها. وشهدت "حلاوه المولد" مع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي ، وبعد قرار التعويم ، ارتفاع غير مسبوق بالأسعار في السوق المصري ، حتي أصبحت مثلها كغيرها من السلع الذي أصابها الركود داخل الاسواق. "حلاوه المولد" في خطر تعد "حلاوه المولد" من موروثات الاحتفال ، وهى تراث المصريين منذ العصر الفاطمى ، إلا أن هذا العام يأتى الاحتفال فى ظل ارتفاع شديد فى الأسعار، واختفاء للسكر الذى هو أساس تصنيع "حلاوه المولد". في ظل ارتفاع أسعار معظم السلع في الأسواق المصرية، لم تسلم "حلاوه المولد" النبوي الشريف الذي سيحل ذكراه في يوم الأحد 11 ديسمبر المقبل من هذا الارتفاع، متأثرة بأزمة نقص السكر التي تشهدها مصر في الآونة الأخيرة ، والتي تسببت في ارتفاع باهظ في سعر علبة "حلاوة المولد" وعروسة المولد حيث سجلت ارتفاع غير مسبوق عن السنوات السابقة. وبالنظر على أسعار البيع في الأسواق المصرية ، نجد أن أسعار علبة "حلاوة المولد" يتراوح بين ال 55 جنيه وال300 جنيه للكيلو الواحد ، أما عن سعر عروسة المولد وهي من أهم تقاليد المجتمع المصري فتراوح سعرها بين ال 50 جنيه وال 300 جنيه. ورغم أن "حلاوه المولد" عادة تفرح الناس منذ العصر الفاطمى ، إلا أنها فى طريقها إلى الانقراض بسبب الغلاء الفاحش فى سعر السكر والمكونات الأساسية لتصنيع "حلاوه المولد". مع اقتراب الموسم.. المواطنين: هنجيب منين ؟ من ناحيتها ، قالت "فاطمه مبروك" - موظفه بأحد مكاتب الصحه - ل"الشعب" إن أسعار "حلاوه المولد" لهذا العام هو ضعف سعرها في العام الماضي ، مشيرةً إلى أنها تعتقد أن هذه الأزمه ناتجه عن أزمه السكر التي كشفت فشل حكومه الانقلاب في إداره شئون البلاد ، كما أوضحت أن هناك أزمه في وجود السكر في الجمعيات الاستهلاكيه من الأساس . أما "وليد فاروق" - موظف بالقطاع الخاص - فقال: "كل حاجه أسعارها بتتضاعف في البلد دي ، والحكومه ولا بتفكر تشوف مشاكل ناس ولا بتحل حاجه ، حتى حلاوة المولد بيمنعونا منها ، وبيحرموا أطفالنا من الفرحة ، وطبعا بنخاف نشتري من الرخيص لانهم بيقولوا فيها مواد بتجيب السرطان ، طب نصدق مين ولا نروح فين". وعند إحدى المحلات العريقة بمدينة الأسكندرية ، وأمام فاترينة العرض ، قال "أشرف عبد الرحمن" - عامل بشركة الأسكندرية للغزل والنسيج "سباهي" على المعاش - أنه اعتاد كل عام أن يدخل السور على أولاده وبناته حتى بعدما تزوجوا جميعًا "حلاوة المولد مش مجرد حاجه حلوة الناس بتاكلها وخلاص ، دي دليل على المحبة والرباط ، من وانا طفل صغير كانت الحته كلها بتهادي بعض في المواسم والأعياد زى حال مصر كلها فى رمضان مثلا ، دلوقتى الدنيا بقت غاليه وكل واحد عنده اللى مكفيه". وقالت احدي المواطنات إن "حلاوة المولد" كانت "شيئًا أساسيًا منذ أن كانت صغيرة، إذ كانت تشتريها والدتها ومعها العروسة والحصان الحلاوة لأخيها الأصغر ، مشيره إلى أن عروسة المولد تغيرت ملامحها وصناعتها بعد أن كانت مصنوعة من الحلوى والسكر أصبحت عبارة عن عروسة بلاستيك مصنوعة من الدانتيل والإكسسوارات". وكانت الأسواق على غير العادة خالية من الاحتفالات ومن "حلاوه المولد" ، فسوق كالمنشية الذي كان يزين من الجانبين بألوان الحلوى والعروسة المولد، ظهر خالياً من أي مظهر للاحتفال، واكتفى التجار بعرض بضائعهم العادية، فارتفاع اسعار "حلاوه المولد" دفع العديد من التجار إلى الإحجام عن شراء "حلاوه المولد" ، والتي ارتفع أسعارها مقارنة بالعام الماضي، بنسبة تخطت 80%، خاصة بعد تفاقم أزمة السكر خلال الفترة الأخيرة، والذي يعد من أهم أسباب زيادة الأسعار ،كما ان هناك اختفاء للحلوى الشعبية من الأسواق تماماً، بينما عرضت محال الحلوى الكبرى، كميات من "حلاوه المولد"، وسط إقبال ضعيف من المواطنين. وقال أحد بائعي الحلوى بسوق المنشية، إن ارتفاع الأسعار دفع معظم التجار إلى الإحجام عن شراء "حلاوه المولد" لبيعها للمواطنين، بالإضافة إلى أن جميع أسعار السلع الاساسية ارتفعت، واضاف أول مرة ما نحتفلش بالمولد النبوي، وكأن السوق كله حزين على ارتفاع الأسعار ومعلن الحداد بعدم شراء "حلاوه المولد". وقال أحد بائعي الحلوى بسوق شيديا بكامب شيزار، إن معظم التجار لم تشتر "حلاوة المولد" بكميات كبيرة، لافتاً إلى أن "حلاوه المولد" شهدت زيادة في أسعارها بنسبة 90%، بسبب ارتفاع أسعار السكر والمواد الخام المصنعة للحلوى ، واضاف أن التجار أحجموا خوفاً من شراء الحلوى وعدم التمكن من بعيها، خاصة في ظل إحجام المواطنين عن شراء الحلوى دعوات المواطنين لمقاطعه شراء "حلاوه المولد" في إحدي صور الإضراب ، الذي يجبر النظام على الإعتدال ، خرجت بعض الدعوات للتخلى عن شراء "حلاوة المولد" حتى تعود إلى أسعارها الطبيعية ، وقالت احدي المواطنات أعلنا الإضراب عن شراء "حلاوه المولد" مثلما أعلن كل أفراد العائلة الإضراب عن شراء اللحوم والسلع مرتفعة السعر دون سبب مبرر من الحكومة والجهات المعنية ، واكدت أن أزمة ارتفاع سعر السكر واختفائه هى نتيجه فشل الحكومه عن مواجهه الازمه وذلك ظهر بشكل كبير نتيجه قرارات الحكومه الاقتصاديه في الفتره الاخيرة. وقال أحد المواطنين أنه اتفق مع كل عائلته على الإمتناع عن شراء حلوى المولد ، وقال "البائع يبلها ويشرب ميتها" ،واضاف "حرام عليكم هو إحنا لاقيين لقمة العيش ،عليه العوض ومنه العوض يا رب ارزقنا الصبر".