لم تجد 18 أسرة من أهالى قرية ساحل القرايا بمركز إسنا فى محافظة الأقصر مأوى لهم بعد أن تداعت منازلهم بسبب المياه الجوفية، ملجأ سوى الهروب إلى مناطق أخرى أكثر ارتفاعًا لبناء مساكن جديدة عليها، ومواجهة شبح الظلام أثناء الليل لمدة 16 عامًا حتى الآن لعدم حصولهم على تيار كهربائى. ويروي عدد من أفراد هذه الأسر تفاصيل معاناتهم ل"التحرير"، حيث بدأ مهدي عبد الستار حديثه قائلًا: "احنا 18 أسرة بيوتنا وقعت وابتدينا نبني في المنطقة اللي موجودين فيها حاليًا، واتجهنا للمحاكم من عام 2001، واستمر الحال 5 سنوات لحين حصولنا على براءات فى 2006، ودخلنا المياه بقرارات رسمية، ومازلنا منتظرين توصيل الكهرباء". وتابع: "روحنا لرئيس مجلس المدينة، وبعد ما سمع قصتنا وإننا ناس غلابة، اعتمد قرار توصيل الكهرباء، ولكن مطلوب دخول 4 عمدان تكلفة العامود الواحد 4 آلاف ونصف ده غير 5 آلاف عن كل عداد فيما بعد، فهايصرف علينا أكتر من 50 ألف جنيه، والناس دى معندهاش كفاءة تتحمل الفلوس دى. ويضيف عبد القادر عبد ربه، "احنا خلصنا جميع الإجراءات، وركبنا عدادات مياه، وجرينا فى إجراءات الكهرباء، ووصلنا للمقايسات بتاعة الكهرباء وقالولنا المتر ب9 جنيه، قولنا مفيش مشكلة، ومن كام يوم جانا الفني اللي ماسك المنطقة وقالنا العمدان اللي هتركب دي على حسابكم، ومحتاجين 4 عمدان في الشارع يعني هندخل في 18 ألف جنيه، هنجيبهاله منين، احنا عمرنا كله ممسكناش الفلوس دي ومنعرفش نعدها ومش عارفين نعمل إيه". ويذكر عبد ربه أنه في بداية الأمر قبل البدء في البناء على تلك الأرض، قام بتحرير محضر مخالفة ضد نفسه لإنهاء سرعة الإجراءات، قائلًا: "قبل ما أبني قالولي مش هتقدر تبني إلا بأمر الحكومة بقرار رسمي علشان الأرض زراعية، ونصحوني أعمل محضر مخالفة في نفسي بالجمعية الزراعية، وروحت وطلع معايا مهندس وكتب المساحة، واتعملي قضية قبل الثورة بفترة كبيرة، واستلفت فلوس علشان المحامي وربنا سهل وأخدت البراءة بعد تعب، وبعدها قدرت أدخل المياه في 2012، ومازال موضوع الكهرباء مفيش جديد، موجودين تحت رحمتهم، وسلمنا الأمر لله وهما أحرار". وقال حسين محمود: "احنا عايشين في الضلمة وسط العقارب والتعابين، ومشينا بالقانون، وعايشين هنا بعيالنا بعد ما بيوتنا وقعت، وجينا هنا في أملاكنا، ومش لاقيين عدل، وكل ما نروح لمسئول يعقدهالنا أكتر وأكتر، وكل اللي محتاجينه الكهرباء علشان أطفالنا، ومعندناش إمكانيات ندفع الفلوس اللي طالبينا لتركيب العمدان، علشان كلنا أرزقية، ويادوب عايشين". وتشير إحدى السيدات إلى معاناة الأطفال من عدم المقدرة على المذاكرة أو الخروج في أوقات الليل للظلام الحالك الذي يخيم على منطقتهم، بالإضافة إلى حرمانهم من الاستمتاع كالأطفال الآخرين من مشاهدة التليفزيون، وكأنهم يعيشون فى حياة بدائية منذ قديم الأزل جعلتهم في معزل عن الحياة وعدم معرفة ما يدور من أحداث حولهم. واختتم هواري محمد الحديث، قائلًا: "كل يوم بعد أذان العشا الدنيا بتبقى ضلمة، التعابين بتطلع والعقارب، وفيه أطفال كتير هنا بيصابوا من اللدغات، فياريت ينجدونا". ومن جانبه، أشار محمد سيد رئيس المدينة إلى أنه لا يوجد في الخطة الحالية اعتماد عمدان للكهرباء، لافتًا إلى أنه سيتم لهم التوصيل في حال وجود اعتمادات جديدة بمد عمدان كهرباء داخل القرى.