نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرًا اليوم الجمعة، حول جارد كوشنر، زوج ابنة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ودوره المرتقب في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقالت الصحيفة، إنّ كوشنر صديق لرئيس بلدية القدس، وحاول ذات مرة شراء شركة تأمين إسرائيلية، مشيرةً إلى أن اسمي والديه مكتوبان على مستشفى مهم في القدس، إلا أن الكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين لا يعرفونه. ويشير التقرير، إلى أنّ كوشنر (35 عامًا) ظهر في الصورة فجأة، بصفته شخصية مهمة محتملة في مستقبل هذه المنطقة المضطربة، وقال ترامب هذا الأسبوع، إنّ كوشنر قد يؤدي دورًا رئيسيًا في الجهود لإحلال السلام في الشرق الأوسط. واستدركت الصحيفة، بأن القليل من الفلسطينيين والإسرائيليين، الذين شاركوا في عملية السلام المتقطعة على مدى السنوات، لم يقابلوا كوشنر في حياتهم، والآن يسارعون للتعرف عليه. ويبين التقرير، أنّ المسؤولين الإسرائيليين، خاصة المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هم الأكثر تفاؤلًا، حيث ينظرون إلى كوشنر بصفته حليفًا، وقال سفير إسرائيل في أمريكا رون ديرمر، الذي شكّل علاقة حميمة مع كوشنر: "لا شك أنه يشعر بالتزام نحو أمن إسرائيل ومستقبلها". ولفت التقرير إلى أن القيادات الفلسطينية كانت أكثر حذرًا، وقال السكرتير العام للمجلس الثوري لحركة فتح، أمين مقبول: "لا أعرف جارد كوشنر شخصيًا، ولم ألتقِ به في حياتي، لكني أرحب بفكرة أن يشارك في كسر الجمود في المفاوضات". وقالت الصحيفة، إنّ مدى علاقة كوشنر بإسرائيل غير واضحة، حيث إنه ليس زائرًا دائمًا لها، ولم يُشكِّل روابط قوية مع قطاع الأعمال المزدهر فيها، لافتة إلى أنه يعرف نتنياهو معرفة سطحية منذ طفولته، من خلال والده تشارلز كوشنر، المليونير الذي يعمل في تجارة العقارات والعمل الخيري في إسرائيل، بالإضافة إلى أنه صديق لرئيس بلدية القدس نير بركات، لكن لقاءاتهما تتم في نيويورك، وليس في القدس. وأضافت الصحيفة، أنّ ترامب أشار في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الأسبوع، إلى كوشنر بصفته لاعبًا مؤثرًا في مستقبل جهود السلام في الشرق الأوسط، وقال: "أعني أنه يعرفها جيدًا، يعرف المنطقة، ويعرف الناس، ويعرف طرفي النزاع". وتابع التقرير، إنّ "ذلك يبدو مبالغة أبوية، بالتأكيد يعرف كوشنر طرفي النزاع في المنطقة أكثر من ترامب، الذي يفتقر إلى التجربة هنا، لكن الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية لعشرات السياسيين والدبلوماسيين والصحافيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية أظهرت أن القليل في الواقع يعرفونه". ونقلت الصحيفة عن دور جولد، الذي عمل لفترة طويلة مستشارًا لنتنياهو، وتنحى مؤخرًا من منصبه بصفته مديرًا عامًا لوزارة الخارجية، قوله: "لم أقابل جارد كوشنر أبدًا"، لافتة إلى أن سفير إسرائيل السابق في أمريكا سالاي ميريدور لم يقابله؛ وكذلك مستشار نتنياهو السابق للأمن القومي يعقوب أميدرور، وأفينوعام بار يوسف، رئيس معهد سياسات الشعب اليهودي، وهو مركز بحث متخصص بالعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، بالإضافة إلى زعيمي المعارضة الرئيسين إسحاق هيرزوج ويائير لبيد. وتابعت، بأنه مع ذلك، فإن كوشنر أدى دور الوسيط لترامب مع شخصيات أمريكية وإسرائيلية مهمة، مثل نتنياهو وديرمر والمانحين الأثرياء، مثل شلدون أديلسون، وتوسط في لقاء بين نتنياهو وترامب في سبتمبر، وحضر اللقاء. ونقل التقرير عن مارتن بيرتز، الذي قابل كوشنر في هارفارد، ويقسم وقته بين إسرائيل وأمريكا، قوله: "إنه يتابع القضية، وهو مفكر استراتيجي، هل يعرف ما يكفي؟ هل يعرف أكثر من آرون ديفيد ميلر؟ ربما لا، هل يعرف أكثر من دنيس روس؟ ربما لا، لكنه يعرف المنطقة أكثر من باراك أوباما، وأكثر من جون كيري". ونوّهت الصحيفة إلى أن جارد كوشنر حفيد ناجين من المحرقة، ونشأ في بيت يهودي أرثوذوكسي في نيوجيرسي، وتخرج من مدرسة يهودية قبل أن يدرس في جامعة هارفارد، وهو حريص على احترام يوم السبت، وتحولت زوجته إيفانكا "ابنة ترامب" لليهودية قبل أن يتم الزواج، مشيرة إلى أن فريق ترامب الانتقالي لا يتحدث عمّا إذا كان كوشنر زار إسرائيل أم لا، أو إن كانت له علاقات مع فلسطينيين أم لا، لكن أحد مستشاري الرئيس المنتخب قال، إنّ كوشنر قد يكون واحدًا من عدة مستشارين في الشرق الأوسط. ويفيد التقرير، بأن جارد كوشنر تسلَّم إمبراطورية الأعمال التي تملكها عائلته عندما كان في العشرينات من عمره، واشترى "نيويورك أوبزيرفر"، وقام عام 2014 بزيارة إسرائيل عندما حاول شراء ما يقارب نصف أسهم شركة "فينيكس هولدنجز" للتأمين، ووقَّع مذكرة غير ملزمة بشراء 47% من الشركة من مجموعة "ديدليك جروب" بمبلغ 434 مليون دولار، لكن الصفقة لم تكتمل بسبب المتطلبات التنظيمية. ويكشف التقرير عن أن تواجد كوشنر في إسرائيل تزامنًا مع الحرب في صيف ذلك العام ضد غزة، وهو ما أقلق زوجته، فقال لصحيفة "يديعوت أحرنوت": "عندنا أطفال صغار، ولم تكن إيفانكا مرتاحة لوجودي هنا، وكونها أمريكية تسمع الأخبار كل ساعة، فلدى سماعها بسقوط 90 صاروخًا يوميًا على إسرائيل، اتصلت بي وقالت: (ماذا تفعل بحق الجحيم؟)". وبحسب الصحيفة، فإن والدي كوشنر سافرا في وقت لاحق من العام ذاته إلى القدس؛ لإهداء 11.5 فدانًا لمسئتشفى شار زيديك، وقد وعد الزوجان بمبلغ 20 مليون دولار للمستشفى، إضافة إلى أن والدة كوشنر سيريل كوشنر كانت عضوًا في لجنة تساعد مستشفى شار زيديك في أمريكا، منوهة إلى أن والده تشارلز كوشنر يشارك في صندوق استثمار عقاري أمريكي إسرائيلي على مدى 10 سنوات، حيث يقول السفير الإسرائيلي السابق لأمريكا، وأحد مؤسسي الصندوق زلمان شوفال: "تشارك العائلة في أنشطة كثيرة متعلقة بإسرائيل". ونقل التقرير عن شريك جارد كوشنر شلومو جروفمان، الذي يعمل في تطوير العقارات، قوله إنه يحاول أن يشارك جارد أكثر في إسرائيل، حيث قال إنه دعاه وزوجته إلى إسرائيل، فاستجابا للدعوة، وقاما بالزيارة. ويرجح التقرير أن تزداد زيارات كوشنر لإسرائيل، ليجمع المعلومات، وربما لأكثر من ذلك؛ خدمة لوالد زوجته، مشيرًا إلى أن من تحدثوا مع ترامب لا يشكون بأن كوشنر سيكون له رأي مهم في الأمور التي تتعلق بإسرائيل. وختمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول محرر صحيفة "إسرائيل اليوم"، بواز بيزموث، إنّ ترامب قال له عندما قابله بأن جارد يعرف إسرائيل جيدًا، ويتابع ما يحصل هناك.