«الفن خسر قامة فنية كبيرة بوفاة النجم الكبير الساحر محمود عبدالعزيز»، هكذا نعى الزعيم عادل إمام صديقه محمود عبد العزيز الذي توفي أمس السبت عن عمر ناهز 71 عامًا بعد معاناة مع المرض. اجتمع الزعيم والساحر فنيًا في أعمال قليلة، من بينها فيلم "عيب يا لولو يا لولو عيب" و"شباب يرقص فوق النار" عام 1978، ورغم أن العلاقة بينهما بدت جيدة في الفترة الأخيرة؛ فإنهما كغيرهما من الفنانين، وقعوا في خلافات فنية وليست شخصية بسبب بعض الأعمال، ولكن جمعتهما الصداقة مرة أخرى، فالكثير من جمهورهما لا يعرفون وجود أية خلافات بينهما من الأساس. رأفت الهجان عام 1987 كان بداية الخلاف بين الزعيم والساحر بسبب مسلسل "رأفت الهجان"، من إخراج يحيى العلمي، والذي تدور قصته حول ملحمة وطنية في ملفات المخابرات المصرية عن الجاسوس المصري "رفعت علي سليمان الجمال" الذي تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لصالح المخابرات المصرية، والذي قام بدوره الفنان الراحل محمود عبد العزيز. وسبب الخلاف في المسلسل يرجع إلى ترشيح عادل إمام للدور في البداية، ولكن تم إسناد الدور في النهاية للفنان محمود عبد العزيز، وتداول البعض وقتها تصريحات نارية بين الاثنين زادت من فجوة الخلاف بينهما، ولكن انتهى ذلك بعد تصريح الساحر بأنه التقى بالزعيم وتصافحا وقال له: "ياعم إن كان على الهجان حلال عليك". حسن ومرقص فيلم "حسن ومرقص" الذي أنتج عام 2008 كان سببًا آخر في خلاف بين الساحر والزعيم، حيث إنه كان من المقرر أن يشارك محمود عبد العزيز في بطولته بدلًا من الفنان الراحل عمر الشريف، ولكن اختار الساحر أن يقوم "وحيد حامد" بتأليف الفيلم، بينما رفض الزعيم وأصر على أن يقوم بتأليفه "يوسف معاطي"، وعندما احتدم الخلاف بينهما انسحب "الساحر" واستعان الزعيم بعمر الشريف. صديق العمر عام 2012 ظهرت المودة والصداقة الحقيقية، عندما اتهم الفنان عادل إمام بازدراء الأديان وكان مهددًا بالسجن، وعندها بكى الفنان الراحل محمود عبد العزيز أثناء مشاركته في مؤتمر صحفي أقامته المهن الفنية في مصر تضامنًا مع الزعيم، وقال وقتها: "نحن بصدد حرب ضد الحلم الذي عشت أنا وعادل والفنانون جميعاً نحلم بتحقيقه". وعن سبب بكائه قال الساحر: "السبب في هذا أنه وبعد هذا العمر وهذا المشوار الطويل في الفن، يحكم على عادل إمام بالسجن بتهمة من أبشع التهم، وهي تهمة "ازدراء الأديان"، وأنا أضعف بكثير من أن أزدري أو أتطاول على ديني.. صحيح أنه لم توجه لي هذه التهمة، لكن الحكم الذي صدر على صديق عمري هو حكم ضدي أنا شخصياً".